ومنين نجيب الطموح ؟! - مقالي الأول على الوطن
"لا تعتبري كل إحباطاتك قد ذهبت سدى.. فهي ستصنع
منك شخصا آخر.. يعرف جيدا كيف يحبط.. بل ويتعلم من ذلك جيدا.. ويعافر مرة
أخرى.. فرحلة الحياة كالمد والجزر في شد وجذب مع طبيعة الحياة في مجتمعنا
العقيم "، بهذه الكلمات أخاطب نفسي كلما أشعر الإحباط أو الفشل كأنني اتكلم
مع صديق واختم كلامي بتعهدات أن أحاول مرات أخرى وألا أصل إلى هذا الشعور
مرة أخرى.. إلا إنه كلما اقنع نفسي إنه سيكون هناك مخرج للإحباط الذي يحيط
بي أجد نفسي في مأزق أمام نفسي وأقف كالتلميذ "الخايب" لا أملك سوى اعتذار
"هش" عن حالة نشوة الأمل التي انتابني في لحظة تجلي، كلما وودت كسر أبواب
الظلمة والخروج لنور حلمي أجد الأبواب أوصدت بشكل تعجيزي.
وأتساءل ولا أجد سوى تلك الإجابة الطنانة: " لا
تكوني جامحة الطموح"، فتقول نفسي: إنه ليس طموحا بل الحد الأدنى من
الحلم.. الحد الأدنى من الحياة.. فأنا لا اقتنع بحياة هامدة تقتصر فيها
أنشطتي على الروتينية وعلى ما فُرض عليّ ممن حولي، ولا اقتنع بحياة ليس ليّ
أية أدوارا بها.. فالحياة هي أن تكون أنت، نفسك، كما تريد أن تكون بكل ما
تحمله من روح وعقل.
الحياة هي الأمل، أان تكون كما تخطط لنفسك في كل
مجالاتها، الحياة هي أن تكون استثنائيا بكل ما تحمله الكلمة، استثنائيا في
فكرك وفي أسلوبك، في نظرتك وفي تناولك للأمور، استثنائيا في اختياراتك
ولست منساقا لقطيع من الروتينين الذين قد قضي عليهم ذات يوم بنفس الطريقة
التي يحاولون أن يقضوا عليك بها، فالحياة هي أن تناضل والموت دون كل ذلك،
أعي جيدا انني لست الشابة الوحيدة التي تشعر بذلك الإحباط المطبق في كافة
النواحي، فلست الوحيدة التي في كل مرة ينتابني فيها الأمل وامشي وراءه حتى
آخر الحلم استفيق على صدمة كبيرة. ولست الوحيدة التي طالما حاولت بث
التفاؤل في محيطها الضيق رغم انعدام أملها في حدوث أي جديد.
وللأسف أعي جيدا أن المشكلة العظمى لجيلي ليست
التفاهة بل هي الطموح! ذلك الطموح الذي يتهاوى على أعتاب دائرة الوساطة
والمعارف والشاي والذي منه والذي يجرفه ذلك الطوفان المستشري من الفساد.
فمجتمعنا رغم ما به من فرص إلا أنه مليء بالتحديات والتناقضات، مجتمعنا
قاتل للتفاؤل وقاتل للأمل فهل تعلم ما معنى أن تكون شابا طموحا في مجتمعنا
هذا؟ يا عزيزي.. لا تحاول أن تجرب "هايعمل إيه الطموح في وطن ضايع؟!".
نشر في 13-5-2017
تعليقات
إرسال تعليق