مجموعة نقاط عن تجربتي في بورما "ميانمار"

يناير 21, 2014

· التوقعات المسبقة

قبيل السفر كنت اظن –بسبب ماصدرته لنا الميديا- ان بمجرد نزولي ارض هذه البلاد البعيدة سأجد في كل مكان حولي الاشتباكات والجثث المحروقة للمسلمين واني لا استطيع العيش آمنة ولو ليوم واحد فيها.

· معلومات اساسية عن البلد

- البلد عبارة عن 7 ولايات و7 اقسام.

- تمتاز بورما بالمناظر الطبيعية الرائعة وتعد بلدا سياحيا وتعتمد على السياحة كأحد الموارد الهامة للدخل القومي بالاضافة لزراعة الارز.

- اللغة المحلية هي البورمية والانجليزية تستخدم في دائرة العمل والسياحة. هناك العديد من اللهجات المحلية الخاصة بكل ولاية.

- العاصمة يانجون وتمتاز بالاحياء النظيفة والشوارع المنظمة مروريا بشكل جيد رغم الزحمة المرورية الا انهم في الاغلب يلتزمون باشارات المرور توجد بعض الاحياء الشعبية المتطرفة في المدينة.

- تمتاز بالالتزام بالعادات والتقاليد البورمية واهمها ارتداءهم للجونلات وللرجال تسمى "باسوو" وللسيدات والانسات تسمى " تامبيي"

- الديانة الرئيسية هي البوذية ثم الهندوسية ثم الاسلام ثم المسيحية ويبلغ عدد الديانات والمعتقدات في البلد حوالي 136.

في كل مكان تذهب اليه لابد انك تجد ((باجودا)) وهو عبارة عن نصب بوذي كبير بشكل قريب للاسطواني من اعلاه ليصبح دائريا عند قاعدته , وهو احد الرموز المحلية للديانة البوذيه هناك.اكبر معبد لبوذا هناك موجود في يانجون ويسمى ايضا باجودا وهو على مساحة شاسعة به الكثير من الباجودا وتماثيل بوذا واركان لايام الاسبوع والكثير من الاماكن المخصصة للعبادة البوذية.

- الحالة الاقتصادية للبلد سيئة ورغم ذلك العاصمة تحوي الكثير من المباني الفخمة والسيارات الفارهة المستوردة من الخارج "مقعد القيادة على اليمين مثل اوروبا في الكثير من السيارات" وعلى النقيض نجد اتوبيسات النقل الجماعي في حالة سيئة نوعا ما وما لفت نظري هو وجود (تبّاع) في كل اتوبيس. ولفت نظري ايضا عدم وجود متسولين رغم الحالة الاقتصادية المتردية.

- الوضع السياسي :

· تمر بورما بمرحلة انتقالية بعد الحكم العسكري 2010 تقريبا

قبيل الاستقلال من الانجليز عام 1948 كان يوجد لكل ولاية جيش خاص بها وبعد الاستقلال تم عمل اتفاقية وقف اطلاق النار والتزمت بها هذه الجيوش مع استمرار وجودها حتى الان .

تم عمل العديد من االاصلاحات منذ عام 2010

· ازمة اقليم الروهينجا :اقليم الروهينجا موجود في ولاية راكين وسبب الازمة يرجع الى ان السكان الاصليين للاقليم بوذيين وجاء وافدون مسلمون من باكستان – على حد قول البورميين- ونشبت المشاكل لهذا السبب ونتج عن ذلك المذابح ضد المسلمين ثم تم ترحيلهم لمخيمات ومازلت الازمة مستمرة.

· ازمة مدينة ميكينا :مدينة ميكينا في ولاية كاتشين يوجد بها صراع عرقي مابين القبائل الساكنة هناك وما بين الحكومة.

ملحوظة هامة : المنظمات التي ذكرتها والتي شاهدت عملها الفعلي هي احد الامثلة على العمل الحقوقي والسياسي الفعال رغم ضعف الموارد والمناخ السياسي الغير مستقر

- اهم ما تعلمته من تجربتي تلك هو انه هناك امثلة حقيقية للتعايش بين الاختلافات المتعددة الكثيرة في العديد من المجتمعات المحلية في العديد من الولايات في البلد وان حدوث ازمتين طائفية وعرقية لم تنتشرا لكل سكان البلد رغم حالات التمييز الفردية من بعض الافراد الموجودة في البلد لكن لاتكاد ان تمثل مشكلة خارج نطاق اقليمي الروهينجا وميكينا.

- عند مقابلتي لزعيم جيش ولاية كارين قال انه متابعا جيدا لما يحدث في مصر وعندما سألته ما الذي بإمكاننا في مصر عمله لتجنب حدوث حرب اهلية او ايه نزاعات طائفية او عرقية أجابني بنفس اجابة الزعيم السياسي مدير منظمة جيل 88 حيث اتفقا الاثنان على الاتي :

- الاسواق والباعة على الارصفة منتشرة بكثافة في العاصمة.

- هناك 3 انواع من المدارس : مدارس حكومية – مدارس خاصة – مدارس رهبان بوذا (مسئول عنها رهبان بوذا ومجانية و بالقليل من الامكانيات يتيحوا فرص التعليم للاطفال الفقراء والايتام)

· ملاحظات و دروس المستفادة

- المجتمع المدني يعمل كخلية نحل رغم ضآلة الموارد

امثلة :

1- معهد بانديتا للتنمية Pandita Development Institute

منذ تأسيسه عام 2011 على يد مجموعة من الشباب الا انه اصبح من اكثر المنظمات الفعالة في العاصمة ويعمل بشكل اساسي على ملف حقوق الانسان ولديه العديد من الشركاء المحليين والدوليين

2- مركز الالفية بمدينة با أن Millenium Centre

تقوم برئاسته سيده تتجاوز الثمانين عام وهي في غاية النشاط تتحدث الانجليزية وساهمت في الاستقلال بشكل فعال في ولاية كارين واسست المركز الذي يعمل على اعادة تأهيل الشباب وادماجهم في المجتمع بتعليمهم اللغة الانجليزية ومباديء المواطنة وحقوق الانسان والمشاركة العامة

3- منظمة جيل 88 88 Generation Foundation

تم تأسيس المنظمة منذ بداية عام 88 ومديرها الحالي احد قادة النضال في بورما والذي تم سجنه لمدة 12 عاماوالذي يعمل مع رفاقه على الملف السياسي ودعم الديمقراطية في بورما وجدير بالذكر ان هذه المنظمة هي اكبر منظمة سياسية هناك ويعمل بها العديد من الشباب من جنسيات مختلفة ولديهم ملفات سياسية عديدة يعملون عليها ونجحوا في تحقيق بعض التغييرات النسبية على الساحة السياسية البورمية.

n لابد للحكومة ان تصغى لما يريده الشعب

n لابد للشعب ان يعمل من اجل الوطن

· خلاصة دروسي المستفادة من اقامتي لمدة 8 ايام في بورما اتنقل مابين منظمات ومؤسسات المجتمع المدني اتعلم من تجربتهم في بورما ويتعلمون من تجربتنا في مصر هي :