هل هي خارطة للطريق حقيقية أم لعبة كبيرة?
مع تفاقم الاحداث وتداخلها واختلاط الامور على الكثيرين وانا منهم -احيانا- قررت ان التزم الصمت المتابع لكل مايدور حولي لكنني في احيان كثيرة اخرج عنه لازدياد معدل الظلم وانتهاك الحقوق .
مازال رأيي القديم لم يتبدل في ضرورة بناء قواعد مدنية جماهيرية وان يضع التيار المدني البديل للدولة الدينية او الدولة العسكرية بدولة اخرى جديدة مدنية قائمة على اسس ديمقراطية سليمة لكنني اشعر بالاحباط من ممارسات التيار المدني من التفاف حول العسكر وكأنه المخلص الوحيد من الفاشية الدينية وايضا من اتباع العديد من الفصائل لمصالحهم السياسية الخاصة القصيرة الأمد ناسين او متناسين انه الاهم هو العمل على المدى الطويل لاحلال حلم دولتنا الديمقراطية المدنية محل ما نعيش فيه من دولة " منقوصة " ان جاز التعبير.
الكل يرى تحرك المؤسسة العسكرية في المشهد السياسي الحالي ومُلاحظ ازدياده واستحواذه على اغلب التفاصيل الحالية. بداية من ادارة الدولة المستترة مرورا بالرغبة في القضاء على المعارضين من الاخوان وتشويه تخوين العديد من ثوار ينايروبعض مؤسسات المجتمع المدني كمحاولة لطمس معالم الثورة ومحاولة الاستئثار بالقيادة السياسية من خلال فرض العديد من الامور على الشعب كالتصويت بنعم على الدستور والدفع بالسيسي كمرشح عسكري للفوز بالانتخابات القادمة بعد النجاح في عمل له شعبية جماهيرية واسعة.
على الجانب الاخر مازالت جماعة الاخوان متخبطة في خطواتها متمسكة بمحال وهو رجوع مرسي للسلطة وفي تخبطها هذا لا تبالي الا بمصالحها غير واضعة الشعب او مصر في حسبانها. اعتبرت الجماعة مايحدث معركة شخصية لابد ان تُدار وان يكسبونها حتى لو تكلف الامر المزيد من دم شباب الجماعة.
يجب الا ننسى رجوع الحزب الوطني ورجال النظام السابق للصورة بعد فترة مؤقته من الاختفاء واعادة ترتيب الاوراق . نراهم الان يتسللون شيئا فشيئا على الساحة السياسية رافعين راية الثورية والوطنية !!
اما الثوار الانقياء فهم من اشفق عليهم حقا وسط هذ الجو الطاحن من الانحيازات السياسية والتضييق والإملاءات والطموحات والاحباطات. التفت حولي لأرى الثابتين على مواقفهم ومبادئهم يكادوا ان يعدّوا على اصابع اليد من كثرة التخبط واختلاط الامور على الكثيرين انحازوا لاحد التيارين ولكل له اسبابه الواضحة او المخفية.
مع المشهد السياسي الذي اراه عبثيا بعض الشيء وكثرة التحدث والتشدق بما يسمى "خارطة الطريق" تلك التي ظاهرها يهدف لمصر ديمقراطية يحكمها نظاما دستوريا يليق بمكانة مصر وبتضحيات شهداء ثورتها لكنني ارى ان باطن هذه العبارة ما لا اوافق عليه حيث أرى اننا في لعبة كبيرة يُضحك فيها على اطراف عديدة. اشعر اننا في مسرحية كبيرة كل منا له دور لاستكمال السيناريو الموضوع لاعادة الدولة لايدي العسكر مرة اخرى بعد تخبط لاعوام ثلاث.
حقيقةً لا اتمنى ان يكون ما افكر فيه صحيحا ولا اريد ان يحدث ذلك لكن اذا استمر التيار المدني على حاله فأنا اؤمن تماما بنظرية القدير فرج فوده في اننا سنظل داخل الدوامة الدينية العسكرية مالم يصنع التيار المدني بديلا.
تعليقات
إرسال تعليق