ضرورة رصد زيادة حدة العنف بمصر
بمجرد النظر للفترة الأخيرة وما صاحبها من احداث في
الواقع المصري، حتما سنلاحظ التغيير الذي حدث بالمجتمع خاصة فيما يخص ازدياد حوادث
العنف وحدتها! فالعديد من الحوادث تدل على تغيير ما قد حدث للوعي الجمعي! وأعني
بهذا تغلغل الذكورية بالمجتمع المصري لحدود لم يصل اليها من قبل واستبدالها في بعض
الاحيان بالأبوية وتزايد الذكورية المصاحبة للأبوية وربطها بالتدين والأخلاق والعادات.
لا اخفيكم سرا فقد ذعرت من هذا الحد الذي وصلت اليه حوادث العنف بمصر مما جعلني أفكر
انه حتما تغير شيئا في التركيبة الأخلاقية في مصر آخر ثلاثين سنة وهذا التغيير المستمر
للأسوأ. فكلما مرت الأيام سنصل لنتائج أقسى واسوأ تهدد في واقعها المستقبل
الاجتماعي لكل الفئات المستضعفة والغير مُمكّنة في مصر.
امضيت وقتا كثيرا الأيام السابقة في رصد العديد من
حوادث العنف كمحاولة للوصول لسبب مبدئي لما يحدث ولما سيحدث إذا لم نجد حلولا مناسبة.
من المؤكد ان أي مدخل لدراسة أي تغير بالمجتمع هو اجراء العديد من البحوث
المجتمعية لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تكمن حول الاحداث بواقعها ونتائجها
وتأثيراتها على الفرد والمجموعة. اردت أن اعرف سبب تحول المصريين بالأماكن
الشعبية من الابوية المتمثلة في حماية ودفاع بنات حتتهم للذكورية والرغبة في فرض
الهيمنة الجسدية في التحرش والاغتصاب والعنف وبحث أسباب زيادة للذكورية والرغبة في
فرض الهيمنة على المرأة، وهل ذلك حدث بسبب المد الوهابي وانتشار الخطاب الديني
المتمحور حول المرأة؟ أم بسبب زيادة معدل الفقر والكبت لدى العديد من الطبقات؟ أم
بسبب تصدير الاعلام وتربية الأهالي لمفاهيم خاطئة عن الرجولة. وهل لتضييق المجال
العام دور في زيادة العنف وهل كان لبرامج المجتمع المدني دور في ردع ولو جزء بسيط
من العنف ضد المرأة؟
لا أدعي أنني وصلت للإجابة عن كل هذه الأسئلة وايقنت انه لن يجبني عليها
سوى بحوث مجتمعية حقيقية ترصد التغير المجتمعي ومدى تأثير الجغرافيا والديموغرافيا
والسياسة والدين والاعلام والمجال العام عليه. أتمنى أن نجد من يعمل على هذه
البحوث ومن يصل لنتائج تمهد العمل لمشروعات كبيرة تعمل على ارجاع المجتمع المصري
لفترة تسامحه وتفتحه واحترامه لكل مختلف.
تعليقات
إرسال تعليق