"ماذا لو؟" ما بين التمني واللعبة السياسية



تناول البعض في الأونة الاخيرة بعض العبارات التهكمية على النظام الحالي مقارنين إياه بنظام مبارك في نفس ذات الانتهاكات. رغم أنني اعلم وتعلمون جيداً ما هو نظام مبارك, والأدهي ان هناك الكثيرين ممن لا يتبعون الجماعة بدأوا بمقارنة النظام الحالي بنظام الإخوان بأنه الاسوأ. لكن ما  يتغاضى عنه انصار كل موقف ان كل الانظمة التي توالت على الحكم ما هي الا أوجه كثيرة لنفس عملة القمع والترهيب رغم محاولات قطاع عريض من الشباب والحقوقيين للوصول الى حد ادنى من الكرامة والشفافية الا ان المحاولات تتسم بالفردية او عدم التنظيم وتؤول الى الفشل. هناك الكثيرين حاولوا تخيل "ماذا لو" من عدة زوايا لكنني سأتناوله بكلام انشاء غير متخصص محاولةً ان أصل لنهاية تفكيري في هذا الأمر.

-        مبارك والثورة والشعب

مبارك ذلك الطاغية المتحكم العنيد الذي اهتز عرشه بأيدي شباب قرروا ان يعيشوا حياة كريمة دون ذل. لو لم يتمكن هؤلاء الشباب من الاطاحة به لكانوا جميعهم الآن في السجون والمعتقلات وكان قد قتل منهم الذي قتل واختفى منهم الذي اختفى إلا من رحم ربي. ناهيك عن كل المحاولات القمعية المزرية لوأد كل أنواع الحراك السياسي بالشارع مع التحفظ على الكيانات الكرتونية المسماة بالأحزاب والتمادي في تزوير ارادة الشعب واللعب بسيمفونية "أنا أو الفوضى "مع المزيد من الانبطاح من قبل ابناء نظامه.
لم يكن عصره مفروشاً بالورود والجميع يتمختر على سجادة من الأموال. لم يكن هناك العديد من فرص العمل للشباب ولم يكن هناك فائض في الميزانية ولم يكن
لا يهم الشعب فهو اخر من يتطلع اليه رؤساؤنا ولا يهم معاناته و احتضاراته لكن ما يهم فقط هو الكرسي والمزيد من الفساد والمحسوبية واللعب لصالح رجالاته وكسب المزيد من الثروات والصفقات على حساب الشعب المسكين.

-        مرسي والقضايا الداخلية والخارجية

كما نعلم جميعا حالة الانقسام قبيل فوز مرسي مابين الحملات الانتخابية المتناحرة لمرشحين من اطياف عدة وتلاها مرحلة الانقسام والاختيار المرير ما بين مرسي وشفيق او ما بين السيء والاسوأ وتهليل العديد من القوى الثورية لفوزه ومن ثم التمرد عليه لفشله الذريع. يحاول الكثير من المتمسكين بمرسي بحجة الشرعية ان يتغافلوا أمر فشل مرسي في ادارة الشئون الداخلية والخارجية ومحاولة صبغ الدولة بصبغة الجماعة الخفية. ويتغافلون ايضا عن حالات القمع وكبح حرية الرأي بل ويتمادوا في التغافل عن سوء ادارة ملفات الدولة داخليا وسوء التمثيل الخارجي وكأن لو طال به الحال في الحكم سيتصرف بشكل افضل !

-        السيسي والنظام الحالي

مقارنة بما سبق فهو الأسوأ في ملف الحريات حتى وان تضمن الدستور على حريات اكبر مما سبقه من دساتير. لكن الادعاء بأن نظام مبارك او نظام الاخوان هما الافضل فهي مقارنة ظالمة خاصة ان الكل مستند على ادلة باطلة حيث ان الاستناد على الظلم فهو باطل. ناهيك عن الفشل في ادارة الملفات المصرية داخليا وخارجيا ..

كل الانظمة عاملت المواطن المصري على انه وسيلة للوصول للحكم وليس غاية في ان يحكمه بالعدل
كل الانظمة بكل مالها وماعليها ظلمت جيل الشباب بدلا من الاستثمار فيه واستغلال طاقاته لصالح الوطن
كل الانظمة فاسدة ومصر لا تستحق سوى نظام عادل يرسي مصلحة الوطن أولا ولا يعبث به او بسلامة اراضيه




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علم الاصوات

الاسناد في العربية والعبرية

اسرة اللغات السامية.