اسرة اللغات السامية.


مقدمة
يتألف العالم من العديد من اللغات واللهجات. هذه اللغات شغلت تفكير النحاة واللغويين والباحثين في عصور مختلفة حتى قام بعض اللغويين بتقسيم العالم الى اسرات لغوية كل اسرة تتشابه فيما بينها من لغات , وقد تم التقسيم بناء على طبيعة كل لغة وابجديتها واصواتها وظواهرها النحوية والصرفية والتركيبية وما الى ذلك فتم اختيار كل مجموعة لغات متشابهة لتشكل اسرة لغوية واحدة فسنجد مثلا اسرة اللغات الهندو اوروبية التي تضم الانجليزية والفرنسية والالمانية وغيرها من اللغات التي تتشابه مع بعضها البعض
وايضا اسرة اللغات السامية موضوع بحثنا تضم العديد من اللغات واللهجات تتشابه فيما بينها شبها كبيرا وسنعرض لكل ذلك بالتفصيل في ابواب البحث المتعددة وسنعرض ايضا كل ما يخص تلك المجموعة من ظواهر مشتركة ومن ظواهر فردية ايضا تتميز بها كل لغة على حدى.

الجدل حول السامية الام
لكل اسرة لغات حدود جغرافية غالبا ماتتجاور لغاتها وبالنسبة لاسرة اللغات السامية فهي وقعت في المنطقة الجغرافية الممتدة من شبه الجزيرة العربية "في قارة اسيا" التي تسمى بلاد العرب ويحدها من الشمال سوريا وفلسطين وارض الرافدين
في كل هذه المناطق عاشت شعوب تتشابه في خصائصها تشابها ملحوظا سموا بالشعوب السامية السامية تسمية حديثة عهد اقترحها عالم اللاهوت الألماني النمساوي شلوتزر Scholzer عام 1781 للميلاد، لتكون علماً على عدد من الشعوب التي أنشأت في هذا الجزء من غرب آسيا حضارات ترتبط لغوياً وتاريخياً، كما ترتبط من حيث الأنساب، والتي زعم أنها انحدرت من صلب سام بن نوح، بناء على ما جاء في التوراة في صحيفة الأنساب الواردة في الإصحاح العاشر من سفر التكوين، من أن الطوفان عندما اجتاح سكان الأرض لم ينج منه سوى نوح وأولاده الثلاثة: سام وحام ويافث وما حمل معه في سفينته من كل زوجين اثنين. وقد شاعت هذه التسمية وأصبحت علماً لهذه المجموعة من الشعوب عند عدد كبير من العلماء في الغرب ومن سايرهم من  العرب" على الرغم من أن هذه التسمية لا تستند إلى واقع تاريخي، أو إلى أسس علمية عرقية صحيحة، أو وجهة نظر لغوية.
إن هذه الشعوب التي أطلق عليها خطأ اسم "الساميون" هي في حقيقة الأمر قبائل عربية هاجرت بفعل العوامل الطبيعية من جزيرة العرب بحثاً عن الماء والكلأ، ومنها تفرعت الأقوام الأخرى، يؤكد هذا القول ما ذهب إليه "كثير من العلماء الباحثين في أصل الأجناس والسلالات من أن العرب هم أصل العرق السامي، ومن أرومتهم تفرعت الأقوام الأخرى وتشعبت قبائلها، ولهذا الفريق شواهد تاريخية وعرقية ولغوية يدعم بها حجته ويثبت آراءه."



الجدل حول الموطن الأصلي للغات السامية

اختلف علماء الساميات حول الموطن الأصلي للغة السامية الأم. ومن أشهر الآراء في هذا الباب تلك التي تقول إنه:

1-أرض إرمينية وكردستان: ويعتمد أصحاب هذا الرأي على أدلة دينية ولغوية توراتية. فقد ورد في العهد القديم أن سفينة نوح رست على جبل في إرمينية وقد عاش نوح وأبناؤه في هذه المنطقة، وقد لعن حام وأبعد منها، ورحل عنها يافث، وبقي فيها سام الذي نشأ أبناؤه هناك فيها، ومن ذريته كان أرفكشد. ويزعم هؤلاء أن في هذه المنطقة إقليم يسمى أربختس، وهذا الاسم ما هو إلا تغيير أرفكشد وهو أحد أبناء سام قائلين أنّ الفاء والباء حروف شفوية والكاف والخاء حروف متقاربة المخارج، أي أن أصل أربختس هو < أربخست < أرفكشد.

2- أرض بابل في العراق، أي جنوب العراق، وقد قال بهذا الرأيإرنست رينان، ، وفرينـز هومل، وبيترز، وأغناطيوس جويدي، الذي يقول إن الكلمات المشتركة في النبات والحيوان والظواهر الجغرافية في اللغات السامية تناسب بيئة جنوب العراق وبلاد بابل. فمثلا كلمة نهر موجودة في الأكادية والعبرية والآرامية والعربية والسبئية والأثيوبية بينما بعض هذه اللغات لا يوجد أنهار بأرضها كالعربية، فالجزيرة تخلو من مثل هذه الظاهرة الجغرافية. ويتساءل من أين جاء هذا اللفظ في العربية. يقول لا جواب لهذا في رأيه إلا أن يكون العرب قد عرفوا النهر من قبل، وكان في لغتهم وبقي فيها بعد أن انتقلوا من موطنهم الأصلي. كذلك يزعم أن الجبل له كلمات مختلفة في اللغات السامية: في الآرامية طورا، وفي الأكادية شادوا، وفي العبرية صر، وفي العربية جبل، وهذا في رأيه يعود إلى أنهم لم يعرفوا هذه الظاهرة في موطنهم الأول، وعندما تفرقوا في البلاد التي فيها جبال كل منهم وضع له لفظا مختلفا عن الآخر.
ومن الانتقادات التي وجهت إلى هذا الرأي:
أ- هناك وثيقة تبين أن أحد الملوك الساميين في العراق وهو الملك سرجون الأكادي 2600 ق.م كتب عن أصله في نقش مشهور يفهم منه أنه وعشيرته قد جاءوا إلى العراق من شرقي جزيرة العرب.
ب- هناك وثائق كثيرة تدل على أن أرض العراق كانت أرضاً غير سامية في الأصل حيث كانت موطناً للسومريين وهم جنس غير سامي، ولهم عادات ولغة وملامح غير سامية.
ج- إن وجود كلمة نهر في جميع اللغات السامية مع عدم وجود نهر في بعض المناطق ليس دليلاً قويا، لأن الجزيرة العربية كانت في قديم الزمان بلادا خصبة ذات أنهار وجنان. وأما اختلافهم في كلمة جبل فلا دليل يستفاد منه لأننا نراهم اختلفوا في كلمة رجل ، وقمر ولا يستطيع أن يزعم زاعم أنهم لم يعرفوا مسمياتها إلا بعد رحيلهم من بابل.

3- أرض إفريقيا : التي قد انتقلوا منها إلى آسيا منها. وقد قال بهذا الرأي المستشرق البريطاني بارتون  ونولدكه، مدللا عليه الأخير بوجود تشابه بين اللغات الحامية واللغات السامية. والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: كيف اختفت اللغات السامية من أفريقيا ما عدا الحبشية القريبة من جزيرة العرب؟ إن ما يتكلم عنه نولدكه مرحلة موغلة في القدم تعود إلى ما قبل العائلة الحامية السامية. هذه الدلائل اللغوية غير واضحة والتشابه لا يعني أن الأصل لا بد أن كان في إفريقيا. لم لا يكون أصل الحاميين والساميين في جزيرة العرب ثم انتقل الحاميون إلى إفريقيا ؟

4- شمال سورية بلاد آمورو كما كانت تسمى في النقوش القديمة. ويحتج المستشرق الأمريكي كلاي بوثائق تقول إن الأسرة البابلية الأولى قد جاءت إلى العراق نازحة من الغرب من إقليم آمورو في سورية، ويشير كلاي إلى بعض التشابه بين الأساطير العراقية والأساطير الفينيقيية وأساطير الساميين في بلاد سورية. هذا التشابه في الخرافات والأساطير لا يقوم دليلا لأن هناك تأثيرات متبادلة بين الإقليمين. ثم كيف يمكننا أن نبرر انتقال الإنسان من بيئة غنية بالنبات والزراعة والمياه والطقس اللطيف إلى مناطق قاحلة. ثم كيف استطاعوا قطع الصحراء قبل استئناس الجمال التي لم  يثبت استئناسه إلا في أواخر الألف الثالث قبل الميلاد.

5- جزيرة العرب (اليمن خاصة): قال بهذا عدد من المستشرقين مثل إيراهارد شرادر وأيده من بعد فنكلر، وتيله، والأب فنسان، والأثري الفرنسي جاك دي مورجان، والمستشرق الإيطالي كايتاني، الذين يرون أن الموطن الأصلي للساميين كان شبه الجزيرة العربية." وهذا ما أكده إسرائيل ولفنسون,  ويؤيد هذا الرأي الأمور التالية: (أ) إن انتقال البشر من المناطق القاحلة إلى الخصبة أمر منطقي تماما. أما القول بعكسه فليس له ما يؤيده من ناحية العقل أو التاريخ. (ب) إن العربية تحتفظ بكثير من السمات اللغوية للغة السامية الأم بينما فقد هذه السمات كثير من اللغات السامية المحاذية لأقوام غير سامية، ومن يحتفظ بالسمات الأولى هو أولى بالأصل من غيره، ولا يعقل أن يكون العرب قد انتقلوا من مناطق لأقوام غير سامية ثم جاءوا إلى جزيرة العرب وبقوا محتفظين بسماتها القديمة. (ج) وجود سمات مشتركة بين العبرية والسبئية، يؤكد هذا ما ذهب إليه مرجوليوث من أن الوطن الأصلي لبني إسرائيل هو بلاد اليمن وليس شبه جزيرة سيناء، وقد اعتمد في رأيه هذا على بعض الخصائص اللغوية المشتركة بين السبئيّة والعبرية، إلى جانب اعتماده على تشابه العادات والتقاليد والأخلاق الدينية عند السبئيين وبني إسرائيل. (د) وجود علاقة بين أسماء بعض الآلهة السامية في الأساطير البابلبية مثل تيامت، وهي آلهة وثنية تهيمن على السواحل، واسم ساحل تهامة وهو ساحل البحر الأحمر في غرب الجزيرة العربية. وعلاقة لغوية بين الأسماء الدينية في التوراة والقرآن الكريم كجنة عدن وبلاد عدن في جنوب الجزيرة العربية.

تقسيم اللغات السامية
التقسيم الاول "الخماش"

اللغات السامية تنقسم إلى ثلاثة فروع هي (1) اللغات السامية الشرقية و (2) اللغات السامية الشمالية الغربية (٣) اللغات السامية الجنوبية الغربية (أو الجنوبية).
ولا يضم الفرع الشرقي غير اللغة الأكادية وهى أقدم لغة سامية تم تأكيد وجودها على أساس النصوص المسمارية. وكانت الأكادية مستعملة في بلاد ما بين النهرين منذ حوالي سنة ٣۰۰۰ قبل الميلاد حتى ما يقارب ١۰۰ سنة بعده.  واستمرّ استعمالها لغة كتابة منذ حوالي 2000 ق.م وحتى القرن الثاني أو الثالث الميلادي. وقد تطور منها لهجتان هما البابلية في الجنوب والآشورية في الشمال، اللتان خلفتهما الآرامية في القرن السادس ق. م. إنّ الفرق الرئيسي بين اللغات السامية الشرقية واللغات السامية الغربية هو اختلاف نظام الأفعال.
ويحتوي الفرع السامي الشمالي الغربي على اللغات العمورية والأوغاريتية والكنعانية والآرامية. أما العمورية فهي لغة اكتشفت استناداً إلى بعض الأسماء الشخصية التي دخلت في النصوص الأكادية والمصرية وتعود إلى النصف الأول من الألف الثاني ق .م. والأرجح أن العموريين القدماء كانوا من الأقوام البدوية السامية.
وتمثل اللغة الأوغاريتية شكلاً قديما من الكنعانية وكانت مكتوبة ومنطوقا بها في أوغاريت (رأس شمرا) على الساحل الشمالي لفينيقيا في القرنين ١٤ و ١٣ ق.م. والنصوص الأوغاريتية الأولى التي عثر عليها في أواخر العشرينات من القرن العشرين مكتوبة بأبجدية مشابهة للخط المسماري.
أمّا الكنعانية فتتكون من عدد من اللهجات المترابطة فيما بينها ترابطاً وثيقاً والتي كانت مستعملة في فلسطين وفينيقيا وسورية. وتعود مدوّناتها إلى حوالي سنة ١٥۰۰ ق.م. واللغات الكنعانية الرئيسية هي الفينيقية والفونية والمؤابية والأدومية والعبرية والعمونية وكانت كلها بادئ الأمر تُكتب بالخط الفينيقي. والمدوّنات الفينيقية تعود من مطلع العهد المسيحي إلى ١٠٠٠ سنة ق.م. (نقوش من لبنان وسورية وفلسطين وقبرص وغيرها). أمّا اللغة الفونية التي تطورت من الفينيقية في مستعمراتها حول البحر المتوسط ابتداء من القرن التاسع ق .م فقد ظلّت مستعملة حتى القرن الخامس الميلادي. وأما المؤابية والأدومية والعمونية فكانت منتشرة في أراضى الأردن الحالية. ولم يبق من مدوّنات تلك اللغات إلا القليل من النقوش والخواتم التي تعود إلى الفترة ما بين القرنين ٩ و ٥ ق .م. والأرجح أن الآرامية حلّت محّل تلك اللغات. وأكثر تلك المدّونات شهرة هو النص المؤابي المنقوش في حجر ״ميشع״ والذي يعود إلى حوالي سنة ۸٤۰ ق .م. ويحتوى النص على رواية حروب ميشع (ملك المؤابيين) ضد عمري ملك إسرائيل. أما اللغة العبرية الكلاسيكية أو عبرية الكتاب المقدس فكانت معروفة منذ العهد القديم وكُتبت بها نصوص على مدى ألف سنة. وأقدم النقوش العبرية هو لوح (تقويم جزر) الذي يعود إلى حوالي سنة ٩٢٥ ق .م. وكانت العبرية تُكتب بالأبجدية الكنعانية الفينيقية إلى أن اتخذ اليهود في القرن الرابع ق.م. الخط المربّع من الآرامية وظلّوا يستخدمونه إلى أيامنا هذه. ومع حلول القرن الثالث ق .م.لم يكن مستعملا من العبرية إلا المشناوية في يهوذا. ومع ذلك فقد احتفظ اليهود بتلك اللغة على مدى القرون باعتبارها لغة مقدسة وتم إحياؤها ـ مع ببعض التعديلات ـ في القرن العشرين لتصبح لغة رسمية لإسرائيل في فلسطين المحتلة.
أما المدوّنات الآرامية فتعود إلى 8٥۰ ق .م . (على لوح حجري من تل فخرية في سورية). وقد انتشرت الآرامية انتشاراً سريعاً لتصبح في القرن السادس ق .م. لغة الإدارة واللغة الشائعة في جميع أنحاء الشرق الأوسط فحلّت محل اللغات السامية الأخرى بما فيها الأكادية والعبرية. وحتى عصر الفتوحات العربية الإسلامية في القرن السابع لم يكن لها نظير في الشرق الأوسط إلا اللغة اليونانية. أما مصادر الآرامية قبل الميلاد (الآرامية العتيقة أو الإمبراطورية) فهي النقوش وبعض الخطابات والوثائق المكتوبة على ورق البردي بالإضافة إلى كتابَيْ عزرا ودانيال من العهد القديم. وتضم الآرامية الغربية: النبطية والتدمرية والآرامية اليهودية الفلسطينية) والآرامية السامرية، والآرامية المسيحية الفلسطينية (السريانية الفلسطينية). ومع أن معظم سكّان المملكة النبطية في البتراء وجوارها في جنوب الأردن، وتدمر (شمالي شرقي سورية) والخضر في شمال العراق كانوا عرباً إلا أنهم كتاباتهم كانت بالآرامية مستعملين أنواعاً خاصة بهم من الخط.
السامية الجنوبية الغربية أو الجنوبية
وتحتوي اللغات السامية الجنوبية الغربية أو الجنوبية على (1) العربية الجنوبية و (2) العربية الشمالية و(3) اللغات الإثيوبية.
ومن مصادر اللغة العربية الجنوبية بعض النقوش القديمة إضافة إلى اللهجات العامية المنطوق بها حاليا في اليمن و عُمان. وقد اشتقت أبجديتها من الخط الكنعاني الذي جيء به إلى المنطقة من شمال الجزيرة العربية حوالي سنة ١٣۰۰ ق .م . وتعود النقوش العربية الجنوبية ـ وهي في شكل نذور ووثائق ونقوش على القبور ـ إلى فترة ما بين ٧۰۰ ق. م. و ٥۰۰م. وتضم العربية الجنوبية بضع لهجات منها السبئية والمعينية والقتبانية ولهجة حضرموت. أما اللغات المعاصرة لجنوب الجزيرة العربية فليست مكتوبة وهى في طريقها إلى الانقراض نتيجة انتشار اللغة العربية الشمالية. وأشهر تلك اللغات هي المهرية والسقطرية.
العربية الشمالية وتنقسم إلى العربية البائدة وهي التي كان يتكلمها أبناء قبائل ثمود ولحيان في شمال الحجاز وسكان الصفا في بلاد الشام. وثمة آلاف النصوص القصيرة المنقوشة على الصخور التي تعود إلى فترة ما بين ٧۰۰ ق.م .و٤۰۰ م. ويعود أقدم النصوص العربية المكتوبة بالخط المشتق من الأبجدية النبطية إلى القرن الرابع للميلاد. ويقع مهد اللغة العربية الباقية (الفصحى) في شمال الجزيرة العربية. والمصادر الأولى لتلك اللغة هي الشعر الجاهلي والقرآن الكريم. ومع ظهور الإسلام وانتشاره انتشرت العربية وأصبحت لغة الثقافة والعلوم من بلاد فارس وآسيا الصغرى إلى المحيط الأطلسي وأسبانيا.
والإثيوبية تشبه لغات جنوب الجزيرة العربية أكثر مما تشبه العربية الشمالية. وأقدم تلك اللغات هي الجعزية المعروفة باسم الإثيوبية. ويعتقد بعض علماء الساميات أنها تفرّعت من لغة جنوب الجزيرة العربية في بداية العهد المسيحي لتبلغ أوج اتّساعها في القرن الرابع. وكان تكلّم بها في ذلك الوقت سكّان مملكة أكسوم الواقعة على الحدود الحالية بين إثيوبيا وإريتريا .ومع أنّ الجعزية قد توقف استعمالها كلغة للكلام منذ حوالي ١۰۰۰م  إلاّ أنها ظلت لغة الطقوس الدينية في الكنيسة الحبشية.
ومن يتأمل الكلمات التي وردت في الجدول التالي يدرك العلاقة اللغوية بين هذه اللغات:

العربيّة
الإثيوبيّة
الأكاديّة
الأوغاريتية
الآراميّة
العبريّة
أخ
إِخْتُ
أَخُو
أخُ
أحَا
أحُ
بَعْل
باعِل
بيلُ
بعل
بَعلا
بَعَل
كَلب
كلب
كلبُ
كلب
كلبا
كِلِف
ذُباب
زمب
زمبُ
ـ
دَبَّاثا
زِفوف
زَرْع
زَرِع
زِيرُ
درع
زرعا
زِرَع
رأس
رِءِس
رِيشُ
ريش
ريشا
رُأش
عين
عين
ينُ
عن
عينا
عَيِنْ
لسان
لسان
لِشانُ
لسن
لِشَّانا
لَشُن
سِنّ
سِنّ
شنُّ
ـ
شِنانا
شِنْ
سماء
سماي
شمو
شمم
شِمَيّا
شمايم
ماء
ماي
مُو
مي
مَيّا
مَيم
بيت
بِت
بيتُ
بت
بيتا
بَيِتْ
سلام
سلام
شلامُ
شلم
شِلاما
شَلُوم
اسم
سِم
شُمُ
شم
شِمَا
شِم

الخصائص المشتركة بين اللغات السامية
 (أ) وجود عدد كبير من الحروف الحلقية، وهي: ع، غ، ح، خ، هـ، ء. لكن بعض هذه الأصوات لم يبق على حاله في بعض اللغات، بل تغير بعضها إلى أصوات أخرى. ولم تبق كاملة إلا في العربية الشمالية والعربية الجنوبية والأغاريتية. (انظر الجدول).

حروف الحلق
ع    تغير إلى
ء
الأكادية
ح    تغير إلى
هـ > ء
الأكادية
خ   تغير إلى
ح
العبرية والآرمية
غ   تغير إلى
ع  > ء
ع
الأكادية
العبرية، الآرمية، الإثيوبية

(ب) وجود عدد من حروف الإطباق وهي: ق، ،ص، ط، ض، ظ لكنها لم تبق أيضا على حالها في جميع هذه اللغات، بل تغير بعضها. ولم يحتفظ كاملة إلا العربية الشمالية والعربية الجنوبية (انظر الجدول).

حروف الإطباق
ض   تغير إلى
ص
ع
الأكادية، العبرية، الأوغاريتية
الآرمية
ظ   تغير إلى
ص
ط
الأكادية، العبرية، الإثيوبية
الآرمية

(ج) يقوم بناء الكلمة على الحروف الصامتة، فهي وحدها التي تؤدي المعنى العام وأما الحركات القصيرة والطويلة والزوائد فوظيفتها تأدية المعاني الاشتقاقية والصرفية، كتَبَ، كاتب، كُتِب، مكتب.
(د) يقوم معظم جذور الكلمات السامية على ثلاثة أحرف، وقليل مكون من حرفين مثل أب أخ أو فوق الثلاثة مثل أرنب، قنفذ، عقرب.
(هـ) امتازت اللغات السامية بوجود عدد كبير من صيغ الفعل الدلالية التي قلما توجد في عائلات لغوية أخرى، نحو: فعَل، فعّل، أفعل، فاعل ، تفعّل، افتعل، انفعل،  تفاعل، استفعل، افعلّ، افعوّل، افعوعل.
(و) ندرة صيغ الدمج الذي نصادفه في اللغات الأوربية مثلاً حيث تدمج كلمتان أو ثلاث لتصبح واحدة كما في الإنجليزية bodyguard المدموجة من (Body+gaurd) و (homework) المدموجة من (home+work)، لكن هناك في الساميات وخاصة العربية ألفاظ قليلة جاءت عن طريق ما يسمى بالنحت وهو غير الدمج مثل حمدله وبسمله وجعفل.
(ز) وجود علامات إعرابية تدل على الموقع الإعرابي أو الحالة التركيبية: المسند إليه، الاسم المسند، و المضاف إليه، إلخ ...، وعلى نصب المضارع وجزمه، وقد فقدت بعض اللغات السامية هذه العلامات ولكن العربية احتفظت بالعلامات الأصلية: الفتحة والضمة والكسرة والسكون وهناك علامات فرعية  كنيابة حركة عن حركة، وحرف عن حركة عن حرف والحذف ...)
(ح) وجود صيغ للتثنية في الأسماء والضمائر المنفصلة والمتصلة الدالة على المخاطب والغائب.
(ط) اتساع النزعة الفعلية في اللغات السامية، أي أن هناك اهتمام بالفعل بدليل وجود صيغ متعددة له وهناك اشتقاقات لأفعال من أسماء جامدة مثل بطن فلان أي أصابه مرض في بطنه وكبدته  أي أصبت كبده.
(ي) تمييز المخلوقات والأشياء إلى مذكر أو مؤنث ولا ثالث لهما، نحو شمس، بئر، سماء، وجبل، قمر، ليل، نهار.

الاختلافات بين العربية واللغات السامية
العربية هي أكثر اللغات السامية احتفاظاً بسمات السامية الأولى فقد احتفظت بمعظم أصوات اللغة السامية وخصائصها النحوية والصرفية.
1- فقد احتفظت بأصوات فقدتها بعض اللغات مثل: غ، خ، ض، ظ، ث، ذ. ولا ينافسها في هذه المحافظة إلا العربية الجنوبية. (قارن جدول الأصوات السامية ومقابلاتها)
2- احتفظت العربية بعلامات الإعراب بينما فقدتها اللغات السامية الأخرى.
3- احتفظت بمعظم الصيغ الاشتقاقية للسامية الأم، اسم الفاعل، المفعول. وتصريف الضمائر مع الأسماء والأفعال: بيتي، بيتك، بيته، رأيته، رآني.
4- احتفظت بمعظم الصيغ الأصلية للضمائر وأسماء الإشارة والأسماء الموصولة.
5- يضم معجم العربية الفصحى ثروة لفظية ضخمة لا يعادلها أي معجم سامي آخر. ولهذا أصبحت عونا لعلماء الساميات في إجراء المقارنات اللغوية أو قراءة النصوص السامية القديمة كنصوص الآثار الأكادية والفينيقية والأوغاريتية وحتى نصوص التوراة العبرية.
الاختلافات بين العربية والسامية الأم
بالرغم من أن العربية هي أكثر اللغات السامية احتفاظا بالسمات السامية القديمة، الصوتية منها والصرفية، وهي بهذا أقرب هذه اللغات إلى السامية الأولى، إلا أن هناك اختلافات بينها وبين أمها الأولى، وهذه الاختلافات يمكن تصنيفها كالتالي:
الاختلافات صوتية:
(1) تغيرت بعض الأصوات السامية في العربية:
j   <   g     (ج)
   P >    f (ف)
 Š   >    S (س) فأصبح صوت (ش) السامي و (س) السامي ينطقان في العربية (ش).
Ś    >   Š  (ش)
(2) القلب المكاني لبعض الكلمات مثل: بركة > ركبة ، ويدلنا على انقلابها من بركة ما نجده في الأوغاريتية brkm والأكادية burku ، وقد بقي من ركام هذا الأصل في العربية الفعل (برك) أي نزل على ركبه (< بركه).
(3) التغيير الصوتي: حيث حدث إبدال في لبعض الأصوات في مثل: أبّل >  أبّن "مدح الميت" (قارن الجذر ?bl في الأغاريتية والعبرية والآرمية: "ينعى") ، أحد > واحد (قارن: أحد في الأغاريتية و أحّاد في العبرية) ، ألمنة > أرملة (قارن: الأكادية  almattu والأغاريتية almnt)  
اختلافات صرفية
(1) تغير صيغة تفعل السامية إلى افتعل، نحو اكتسب (< تكسب)، اختبر (<  تخبر).
(2) أداة التعريف في العربية الـ وفي العبرية هـ ، ويرى بعض علماء الساميات أن هناك علاقة بين أداة التعريف واسم الإشارة، وعليه يرجح هؤلاء أن أداة التعريف في السامية الأم كانت هل (hal) وحذفت الهاء من العربية وأصبحت الـ ، وحذفت ل من البرية وأصبحت هـ .
(3) إقحام النون في بعض المفردات، نحو أنف (أف) قارن الأكادية appu، والأوغاريتية p والعبرية app؛ أنثى (أثثى) قارن الأوغاريتية ŧt’ (أثة) والأكادية aššatu’.
(4) تغير بعض الضمائر المتصلة، مثل: تغير ضمير الفاعلات: قتلا (أي قتلن) إلى قتلنَ قياسا على المضارع (يقتلن). وتغير ضمير المتكلم المتصل إلى ت في نحو كتبتُ والأصل كتبكُ.
اختلافات دلالية:
أي تغير معنى لفظة عن معناها الأصلي إلى معنى خاص، ومن أمثلة ذلك:
لحم: التي يبدو أنها كانت تعني "الطعام" ثم تغير معناها في العربية بسبب التخصيص إلى "لحم الحيوان" وفي العبرية إلى "خبز" وفي السريانية إلى "طعام" و "خبز".
هلك: كانت تعني سار ورحل وهذا معناها في العبرية والآرمية، ولكنها أصبحت تعني في العربية "مات" وهذا التغيير حدث بسبب التلطف في ذكر الموت، قارن رحل أي مات. ولكنها فيما بعد أصبحت أقوى في الدلالة من مات نفسها. ولذلك استخدم فعل رحل بدلها.
أهل: يبدو أن معناها كان "خيمة" ثم استعملتها العرب مجازا للزوجة والأبناء، باعتبارهم من يسكنون داخل الخيمة.
أمس: "مساء اليوم السابق" (قارن الأكادية amšat أمشت) تغير معناها إلى "اليوم السابق."
الاشتقاق
اختلف العرب حول تعريف الاشتقاق:
(أ) عرفه الرماني بأنه "اقتطاع فرع من أصل يدور في تصاريفه (حروف ذلك) الأصل"
(ب) وأورد أبو البقاء له تعريفين: (1) رد كلمة إلى أخرى لتناسبهما في اللفظ والمعنى، و(2) أخذ كلمة من أخرى بتغيير ما في الصيغة مع التناسب في المعنى"
يلاحظ هنا أنه يوجد اختلاف بين التعريفين فأحدهما عبر فيه بـ (اقتطاع) والآخر بـ (رد). فما سبب هذا الاختلاف؟ أجاب عن هذا التهانوي في كتابه كشاف اصطلاحات الفنون حيث قال إن هذه التعريفات على ضربين:
الأول تعريف بحسب العمل (اقتطاع) وهو أي تأخذ من اللفظ ما يناسبه في التركيب فتجعله دالا على معنى يناسب معناه. وهذا ما نفعله حين نشتق المشتقات القياسية كاسم الفاعل واسم المفعول واسم المكان واسم الزمان من الفعل حسب قواعد اشتقاقية معينة. فالمأخوذ مشتق والمأخوذ منه مشتق منه ولسنا مطالبين بالسماع. وهذا يعبر عنه في علم اللغة باصطلاح: Derivation.
والثاني بحسب العلم وعبر عنه بـ (رد) وهو أن تجد بين اللفظين تناسبا في أصل المعنى والتركيب فترد أحدهما إلى الآخر، فالمردود مشتق والمردود إليه مشتق منه، وهذا الذي ذكره يشبه ما يعبر عنه باللغات الغربية باصطلاح Etymology وهو أن تنسب كلمة إلى أصل معنى جذرها، مثل (جنين) و(جنن) و(جنة) المأخوذة من (جن) الذي يدور حول معاني "التغطية والستر."
وهناك أمر ثالث مختلف عما ذكر وقد يخفى على بعض الدارسين فيعتبرونه من النوع الأول ألا وهو التصريف وهو تغير في هيئة الكلمة لتوافق التركيب في الجملة وما يقتضيه من حيث الزمان  أو العدد أو الفرد أو الجنس مثل ذهب، ذهبوا، ذهبتُ، ذهبتَ؛ وعامل، عاملان، وعاملون.
أصل المشتقات
الاختلاف في أصل الاشتقاق
اختلف أهل اللغة في أصل الاشتقاق فذهب البصريون إلى أن الفعل مشتق من المصدر وفرع عليه، وذهب الكوفيون إلى أن المصدر مشتق من الفعل وفرع عليه نحو ضرب ضربا وقام قياما.
وأما البصريون فاحتجوا بما يلي:
1- المصدر يدل على زمان مطلق والفعل يدل على زمان معين فكما أن المطلق أصل للمقيد فكذلك المصدر أصل للفعل وبيان ذلك أنهم لما أرادوا استعمال المصدر وجدوه يشترك في الأزمنة كلها لا اختصاص له بزمان دون زمان فلما لم يتعين لهم زمان حدوثه لعدم اختصاصه اشتقوا له من لفظه أمثلة تدل على تعين الأزمنة ولهذا كانت الأفعال ثلاثة ماض وحاضر ومستقبل لأن الأزمنة ثلاثة ليختص كل فعل منها بزمان من الأزمنة الثلاثة فدل على أن المصدر أصل للفعل
2- المصدر اسم والاسم يقوم بنفسه ويستغنى عن الفعل وأما الفعل فإنه لا يقوم بنفسه ويفتقر إلى الاسم وما يستغنى بنفسه ولا يفتقر إلى غيره أولى بأن يكون أصلا مما لا يقوم بنفسه ويفتقر إلى غيره
3- الفعل بصيغته يدل على شيئين الحدث والزمان المحصل والمصدر يدل بصيغته على شيء واحد وهو الحدث وكما أن الواحد أصل الاثنين فكذلك المصدر أصل الفعل
4- المصدر له مثال واحد نحو الضرب والقتل والفعل له أمثلة مختلفة كما أن الذهب نوع واحد وما ويوجد منه أنواع وصور مختلفة.
5- الفعل بصيغته يدل على ما يدل عليه المصدر والمصدر لا يدل على ما يدل عليه الفعل ألا ترى أن ضَرَب يدل على ما يدل عليه الضرب والضرب لا يدل على ما يدل عليه ضَرَب، وإذا كان كذلك دلّ على أن المصدر أصل والفعل فرع لأن الفرع لا بد أن يكون فيه الأصل وصار هذا كما تقول في الآنية المصوغة من الفضة فإنها تدل على الفضة والفضة لا تدل على الآنية وكما أن الآنية المصوغة من الفضة فرع عليها ومأخوذة منها فكذلك هاهنا الفعل فرع على المصدر ومأخوذ منه
6- لو كان المصدر مشتقا من الفعل لكان يجب أن يجرى على سنن في القياس ولم يختلف كما لم يختلف أسماء الفاعلين والمفعولين. فلما اختلف المصدر اختلاف الأجناس كالرجل والثوب والتراب والماء والزيت وسائر الأجناس دل على أنه غير مشتق من الفعل
7- لو كان المصدر مشتقا من الفعل لوجب أن يدل على ما في الفعل من الحدث والزمان وعلى معنى ثالث كما دلت أسماء الفاعلين والمفعولين على الحدث وذات الفاعل والمفعول به فلما لم يكن المصدر كذلك دل على أنه ليس مشتقا من الفعل.
8- تسمية المصدر مصدرا دليل على أصالته، لأن (المصدر) في اللغة هو الموضع الذي يُصدَر عنه ولهذا قيل للموضع الذي تصدر عنه الإبل مصدر فلما سمي مصدرا دل على أن الفعل قد صدر عنه.
أما الكوفيون الذين قالوا بأن المصدر مشتق من الفعل فاحتجوا بما يلي:
1- المصدر مشتق من الفعل لأن المصدر يصح لصحة الفعل ويعتل لاعتلاله ألا ترى أنك تقول قاوم قِوَاما فيصح المصدر لصحة الفعل، وتقول قام قياما فيعتل لاعتلاله، فلما صح لصحته واعتل لاعتلاله دل على أنه فرع عليه.
2- الفعل يعمل في المصدر، ألا ترى أنك تقول ضربت ضربا فتنصب ضربا بضرب، فوجب أن يكون المصدر فرعا للفعل لأن رتبة العامل قبل رتبة المعمول.
3- المصدر يذكر تأكيدا للفعل، ولا شك أن رتبة المؤكَّد قبل رتبة المؤكِّد فدل على أن الفعل أصل والمصدر فرع.
4- هناك أفعال لا مصادر لها خصوصا على أصلكم وهي نعم وبئس وعسى وليس وأفعال التعجب فلو كان المصدر للزم وجود الأصل هنا وهو مصادر هذه الأفعال.
وذكر فؤاد ترزي حججا فات الكوفيين إيرادها لتعضيد رأيهم، منها:
5- المصدر اسم لمعنى وأسماء المعاني أسماء مجردة لا يمكن أن تكون أصولاً لألفاظ أقرب منها إلى التجسيد واللغات كما هو معروف تسير في تطورها من التجسيد إلى التجريد لا العكس.
6- إن لكثير من الأفعال مصادر متعددة والمعقول أن يشتق المتعدد من الواحد لا الواحد من المتعدد، من ذلك مثلا (مكث) الذي ذكر من مصادره: مَكْث، مُكْث، مَكَث، مكوث، مُكْثان، … إلخ.
رأي عبدالله أمين
يرى عبدالله أمين إن أصل المشتقات جميعاً ليس الفعل ولا المصدر، وإنما شيء غيرهما هو الأسماء الجامدة وأسماء الأصوات. الأسماء الجامدة المرتجلة التي لم تشتق من غيرها، نحو: شجر، حجر، سماء، ماء، بطن، يد. وأسماء الأصوات هي حاحا للغنم وسأسأ للحمير، قعْ، دنْ، غاقْ، قبْ. هذه اشتق منها الفعل، ومن الفعل اشتق المصادر وبقية المشتقات كاسم الفاعل واسم المفعول واسم الزمان واسم المكان …إلخ. ويمكن بيان ذلك كالتالي:
أسماء الأصوات، والأسماء الجامدة   >   أفعال   >   مصادر ومشتقات أخرى
النقد: (1) إنه ينفي أن تكون الأفعال مرتجلة وهي جزء مهم من اللغة متعلق بنشاط الإنسان منذ وجد على البسيطة كالكسر والشق والدق والقطع و لا يعقل ألا يضع الإنسان كلمات لهذا النوع من النشاط.
(2) هناك أفعال كثيرة لا تنتمي إلى أسماء جامدة أو إلى أسماء أصوات نحو علم، سار، نام، جلس، وغيرها لذا كان لا بد من افتراض ارتجالها. إضافة إلى أن هناك أفعالا لا تنتمي إلى اسم من أسماء المعاني وأسماء الأعيان والأصوات مثل علم وسمع وجمع.

الجذر
الجذر: هو الحروف الأصلية المشتركة بين كلمات معينه تشترك في معنى عام، مثل (ج.ن) التي تتكرر في: جنَّ- جَنه – جَنان –جنين – جُنة، جَنَن.
آراء العلماء في الجذر: قال بعضهم هي كلمات كان لها في مرحلة من تاريخ اللغة معان معينة. وقال آخرون إن الجذور ما هي إلا افتراضات استنتجت من المشتقات ولا وجود لها إلا في أذهان بعض اللغويين.
الصلة بين الجذور والمشتقات:
هناك علاقة صوتية فبين جَنة – جَنان –جنين – جُنة، جَنَن وجود الجيم والنون. ثم هناك علاقة دلالية معنوية لأن معاني هذه الألفاظ تشترك في معنى عام هو "التغطية والستر"
أمثلة أخرى:
غ ف ر (التغطية)
غفر: غطى؛ الغفارة: غطاء للمرأة؛ مغفر: البيضة التي يضعها الفارس على رأسه؛ غفر: عفا (غطى على ذنبه)؛ الغفير : الكثير (لأنه يغطي).
 ع ف و (التغطية والنماء)
عفا: نما وطال (يغطى)، العفاء: الريش والشعر (شيء ينمو ويغطي).
عفا: غفر له (غطى على ذنبه ) عفت الديار: طمست (غُطيت).

التقسيم الثاني "ابراهام باريوسف"
أضافت نظرية "الأمواج"، التى ظهرت لإستكمال نظرية "شجرة الأنساب"، جزءاً أساسياً لفهم الواقع اللغوى المعقد المرتبط بنشأة اللغات السامية وتفرعها، لكنها لم تحل كل المشكلات التى أثيرت حول ذلك الموضوع ولم تستطع تحديد مراحل التسلسل التاريخى بدقة مما نتج عنه انفصال اللغات وتشعبها. لذلك بقى لدينا إتجاه واحد لمناقشة اللغات السامية وهو التصنيف وفقاً لسمات التقارب المميزة

من هنا نستطيع تصنيف 60-70 لهجة سامية معروفة لنا، باستثناء الأوجاريتية والأمورية، إلى عدة مجموعات هى:
المجموعة الأكَّـادية، المجموعة الكنعانية والمجموعة الآرامية والمجموعة العربية - الحبشية.
تقدم تلك المجموعات، وفقا لمختلف الباحثين، ثلاثة أنماط أساسية فى تطور اللغات السامية: النمط الأقدم والذى تمثله المجموعة الأكَّـادية، والنمط الأوسط والذى تمثله المجموعة العربية (بما فى ذلك الأوجاريتية) والنمط الأحدث والذى تمثله المجموعة الكنعانية والآرامية. يعترض البعض على هذا التصنيف فيؤخر المجموعة العربية ، باستثناء الأوجاريتية، عن المجموعات الكنعانية والآرامية.

المجموعة الأكَّـادية
اللغة الأكَّـادية مصطلح شامل يطلق على لهجتين هما الأشورية والبابليةواللغة الأكَّـادية هى اللغة الوحيدة من بين اللغات السامية التى أُستُخدِمَت على مدى أربعة آلاف سنة وذلك من الألف الرابع قبل الميلاد حتى بداية التقويم المسيحى. وهى اللغة الوحيدة التى حفظت كتابات ترجع إلى منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، دُوِّنَت بالخط المسمارى على ألواح من الفخار، ومن أهم هذه الكتابات: قوانين مدينة אֶשְנֻנַ (إشنونا) من بداية الألف الثانى ق.م، وقوانين حمورابى من القرن السابع عشر ق.م، ملحمة جلجامش من القرن السادس عشر ق.م ورسائل تل العمارنة من القرن الرابع عشر ق.م وغيرهايلاحظ من رسائل تل العمارنة أن اللغة الأكَّـادية كانت فى منتصف القرن الرابع عشرق.م، لغـة دولية ولغة الحوار الدبلوماسى فى الشرق الأدنى القديم، حتى حلَّت اللغة الآرامية محلها فى القرن السابع
وصلت اللغة الأكَّـادية إلى قمة انتشارها فى القرن السابع عندما أصبحت المملكة الأشورية فى ذروة قوتها، واستخدمتها - اللغة الأكَّـادية - مناطق كثيرة فى الشرق الأدنى. حتى فيما بعد، عندما فقدتا أشور وبابل قوتهما، وأفسحت اللغة الأكَّـادية كلغة حديث، الساحة للغة اليونانية، أصبحت لغة الكتابة فى المراسلات والمعاملات المالية وغيرها.
تتميز اللغة الأكَّـادية بلهجتيها الرئيستين بالسمات اللغوية والنحوية التالية:
1-  جذور الكلمات تتكون فى الغالب من ثلاثة حروف وفى بعض الحالات أربعة حروف.
 2- إشتقاقات الكلمة تكون من خلال تغيير الحركات فى جذر الكلمة ومن خلال سوابق ولواحق خاصة وكذلك من خلال إضافة بعض الصوامت (الحروف). 
 3- فى اللغة الأكَّـادية أربع حركات أساسية طويلة وقصيرة u, i, a, e
 4- اختفت الحروف الحلقية والتى تعتبر من سمات اللغات السامية، فى معظم الحالات وتحولت إلى حركات مثل: נהר nāru , חמור imru ، בעל bēlu وغيرها
 5- تضاف علامة الجمع فى نهاية الكلمة، مثل اللغة العبرية.
6-  تشبه الأعداد أعداد باقى اللغات السامية.
7-  يحل حرف الشين، فى بعض الحالات، محل حرف الهاء فى العبرية مثل: היא ši ، הוא šu
8-  للفعل 12 وزناً وللأزمان (الماضى، الستقبل،المضارع....) تتبع الأكَّـادية طريقة مختلفة تماماً عن باقى اللغات السامية.
 9- لا توجد علامة خاصة للتعريف لكن يضاف للأسماء المنكرة حرف (m) مثل amtum جارية، أَمَة
10-  يختلف تركيب الجملة الأكَّـادية عن تركيب جُمَل بقية اللغات السامية. فيكون الفعل فى اللغة الأكَّـادية فى نهاية الجملة مع إضافة حركات ā أو ū.

تأثير اللغة الأكَّـادية على اللغة العبرية
يعتقد كثير من الباحثين أن العبريين الاوائل إتصلوا بالأكديين وأثرت اللغة الأكَّـادية على بداية نشأة اللغة العبرية. ويقول البعض أن هناك أكثر من ألف كلمة دخلت اللغة العبرية من اللغة الأكَّـادية، مثل: אגרת , אחי אם , אניה , אנכי , הלך , אלף , ירח , אויב , אור , היכל , כסא, סוכן , ספר ....
ويبدو أن ذلك التأثير لم يكن فى الكلمات فقط بل يوجد تقارب بين اللغة العبرية والأكَّـادية فى الصور النحوية مثل: يستخدم وزن נפעל فى الأكَّـادية للتعبير عن المبنى للمجهول مثل اللغة العبرية وكذلك بعض التعبيرات المألوفة فى العهد القديم مثل שנה את טעמו (صوئيل الأول 21 : 14) , כמים לים מכסים (إشعيـاء11 : 9) ، עטה של שפם (حزقيال 25 : 17)، وهذه التعبيرات لها نظير فى اللغة الأكَّـادية.

المجموعة الكنعانية
مناقشة المجموعة الكنعانية أمر يتطلب التمييز، فى البداية، بين مصطلحينالكنعانية والكنعانية القديمة. فمصطلح "الكنعانية" يستخدم كإسم عام لعدة لغات ولهجات "الكنعانية القديمة" واحدة منها والبقية هى: المؤابية والعمونية والعبرية والفينيقية.
الكنعانية القديمة 
يمكن دراسة الكنعانية القديمة من رسائل ملوك سوريا وكنعان التى أرسلوها إلى ملوك مصر أمنحتب الثالث (1413-1377 ق.م) وأمنحتب الرابع (1377-1360 ق.م). أكتشفت هذه الرسائل فى الأرشيف المصرى القديم فى منطقة تل العمارنة، 200 ميل جنوب القاهرة. وعُثـر فى هذا الأرشيف على حوإلى 450 رسالة مكتوبة على ألواح من الفخار معظمها باللغة الأكَّـادية والخط المسمارى، أُرسلت إلى ملوك مصر من ملوك بابل وأشور وملوك المدن فى سوريا وكنعان
ترجع أهمية الرسائل التى أرسلها ملوك سوريا وكنعان إلى إمكانية دراسة النظام السياسى والإجتماعى فى أرض كنعان وسوريا فى منتصف الألف الثانى ق.م لكنها تمكننا أيضاً من الوقوف بشكل جزئى على اللغة الكنعانية المستخدمة فى تلك الفترة.
تأتى المعلومات المتاحة عن اللغة الكنعانية من الرسائل المكتوبة باللغة الأكَّـادية والتى احتوت على كثير من التعبيرات والكلمات والجمل الكنعانية القديمة كما يوجد فيها الكثير من الخروج على اللغة الأكَّـادية القياسيةوكان ذلك الخروج تحت تأثير لغة مُـدونى تلك الرسائل. وتمكننا تلك الانحرافات كثيرة من استرجاع الاستخدام التركيبى لبعض الصور فى اللغة الكنعانية القديمة. كما يمكن الوقوف ، بمساعدة تلك الرسائل وبعد ظهور التشكيل فى الخط المسمارى، على نطق الكلمات الكنعانية.
من رسائل تل العمارنة نلخص ما يلى عن اللغة الكنعانية القديمة:
 1- إحتوت الثروة اللغوية الكنعانية القديمة على كثير من الكلمات التى استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم. تم العثور على حوإلى 200 كلمة كنعانية فى رسائل تل العمارنة استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم مثل : אבד – אניה – אסיר – בטן – בנה – הר – זכר – זקן – זרוע – חומה – חיים – חמור – כבוד – כלוב – ליל – למד – מים – מלך – מר- נחשת – סוסים – עין – על – עפר – עצר – פנים – צאן – קיץ – קצף – ראש – שדה – שמים... كما تم العثور على بعض التعبيرات التى استخدمت فيما بعد فى عبرية العهد القديم مثل: מוצא השמש – מבוא השמש – מוצא פיו – כה אמר עבדך – והתעצב אל לבו...
 2- إستخدام حرف التاء كعلامة للتأنيث فى الأسماء والأفعال مثل אבדה abadat – חומה humittu
 3- استخدام الحركات النهائية كعلامة للنسب בטן batmu – עפר haparu - סוכן sukini – כלוב kilubi – מים milma.....
 4- يضاف للإسم فى المثنى ياء مفتوحة עינַי hinaya
 5- يشبه نطق الكلمات نطقها فى العبرية، حركة "â" فى السامية القديمة تحولت إلى "ô" وإلى "û". والادغام "ai" تحول إلى "ê"، والإدغام "au" تحول إلى "ô".
 6- يشبه نظام الأفعال بشكل عام، نظام الأفعال الذى نشأ فى عبريةالعهد القديم فيما بعد.

المـؤابية
يمكن أن نعـرف عن اللغة المؤابية من الكتابة المحفورة على الشاهد الحجرى الذى يسمى نقش ميشع، والذى يرجع إلى منتصف القرن التاسع عشر ق.م
إكتشف هذا الشاهد الحجرى القس الإلزاسى كلاين فى عام 1868 فى ديفان وهى ديبون القديمة عاصمة مملكة مؤاب، وتم تدميره بعد اكتشافه لكنهم نجحوا قبل تدميره فى نسخ جزء من كتاباته. والنسخة والأجزاء المتبقية موجودة فى متحف اللوفر فى باريس
يحكى ميشع ملك مؤاب فى ذلك النقش عن حروبه مع إسرائيل وانتصاراته عليها وعن أعماله
أستخدمت أبجدية، فى الكتابة، تشبه الأبجدية العبرية القديمة والكتابة هى كتابة حروف فقط مثل: הא (הוא) – אש (איש) – אנכ (אנכי) وغيرها. بل أن حرف الياء الذى يستخدم كلاحقة الادغام ַי لا تظهر فى الكلمات مثل: הצהרם (הצהרים), בללה (בלילה) , בת (בית) أما حروف أمهات القراءة (א - ה - ו -יفتظهر فى نهاية الكلمات مثل: אבי وغيرها.
تم الفصل بين الكلمات بالنقاط، واللغة قريبة جداً من لغة العهد القديم فى بعض الأشكال النحوية وقريبة من الكتابات القديمة التى بها عدد من الكلمات والتعبيرات الناقصة فى العهد القديم مثل: אחז (כבש) – אשוח (نبع مياه ورد فى سفر بن سيرا נ' ג' وروايته אשיח) كما ورد فى المشنا (בבא קמא ה' הوروايته (שיח) – גברת (נשים) גרן , גרת (على ما يبدو فتيان وفتيات) חלף أو החלף (ورث أو جاء تحته) .....
تستخدم اللغة المؤابية واو القلب مع المستقبل للإشارة إلى الزمان والإخبار عن أفعال تمت فى الماضى مثل: ואעש – וארא وغيرها.
يأتى المصدر المطلق من خلال دمج الأفعال بالأزمنة المختلفة للتأكيد مثل اللغة العبرية: אבד אבדה. إسم المفعول المتصل بالفعل هو-ה فى العهد القديم مثل: ויחלפה – ואלתחם (ואלחד) علامة التأنيث هى التاء وكذلك الهاء במת، علامة جمع المذكر هى "النون" המלכן (המלכים، ימן (ימים) ، רבן (רבים). ضمير الملكية للمفرد الغائب هو الهاء: وفى عبرية العهد القديم "الواومثل: בנה (בנו), בבתה (בביתו).

اللغة العمونية
كانت اللغة العمونية معروفة حتى الفترة الأخيرة من الأختام والرسائل القصيرة. وفى السنوات الأخيرة تم اكتشاف عدد من الكتابات، منها كتابات طويلة، ساعدت فى الوقوف بعض الشئ على طابعها وجوهرها.
من الكتابات التى تم اكتشافها كتابات ترجع إلى القرن التاسع حتى القرن السادس ق.م وهى كتابات بخط أبجدى يشبه الخط العبرى القديم وهو خط مكون من الحروف فقط. يستدل من تلك الكتابات على أن اللغة العمونية كانت قريبة من اللغة العبرية فى الثروة اللغوية وكذلك فى بعض الأشكال النحوية: فعلامة التأنيث فيها "التاء" وعلامة الجمع هىxמ أو "ת" مع تفضيل استخدام ִם للمذكر مثل רבמ, ושנת רחקת. ويبدو أنها احتوت أيضاً على "واو" القلب. ودمجت التاء فى وزن المطاوع بعد فاء الفعل مثل اللغة المؤابية.
من نماذج الكتابة العمونية من القرن السادس ق.م ما كُتـب على قنينة من البرونز عثر عليها فى عام 1972 فى حفريات تل سيران بالقرب من عمَّان وتبدأ بالكلمات:
"מַעְבַד" (מעשה) עָמִנָדָב בְנֵ עמנ בֶנ הִצַלאֵל...הַכֶרֶם וְהַגִנַת וְהָאֶתָחֵר (على ما يبدو فعل من جذر آخر) וְאַשֻחַת (على ما يبدو נפעל أو פעל من الجذر שחת) יגל וְיִשְמַח ביֲ וְמת רבֵמ ושנת רחקת (التشكيل لا يعكس النطق العمونى).

اللغة العبـرية
لم يرد مسمـى "عبـرية" فى العهد القديم للإشارة إلى لغـة العهد القديم. بدأ استخدام هذا الاسم فى نهاية عصر الهيكل الثانى فقط بواسطة الكُتَّاب، كاتبى اليونانية والرومية. أطلق عليها فى أيام الهيكل الأول فى مملكة يهوذا اسم "اليهودية" (إشعيـاء33 : 11، 13 ، الملوك الثانى 18 :26، 28) كما سمَّـاها أحياناً النبى إشعيـاء"كنعانية" (إشعيـاء19 : 18).
ميَّـز الحكماء (חז"ל)، فى عصر الهيكل الثانى، بين اللغة التى استخدمت لكتابة أسفار العهد القديم وبين لغة الحديث فى وقتهم. فأطلقوا على الأولى اسم لغة العهد القديم أو اللغة المقدسة والثانية لغة الحكماء. واللغة العبرية هى من بين اللغات السامية القليلة المتبقية والموجودة إلى يومنا هذا. ويرجع الفضل فى استمرارها على مدى سنـوات الشتات الطويلة للإسرائيليين، إلى الديانة والأدب الدينى الذى تبلور وتقدس على مر الأجيال.
إستمر وجود اللغة العبرية على مر الأجيال بصور مختلفة: كانت اللغة العبرية، بلهجاتها وروافدها المختلفة، لغة الحديث وكالتابة والإبداع، فى فترتى الهيكل الأول والثانى. توقف استخدامها فى العصور الوسطى، بعد الخروج إلى المنفى، كلغة للحديث واستمرت كلغة للكتابة والابداع الأدبى. بدأ تدريسها فى المعاهد الخاصة فى الجاليات المختلفة. أما فى العصر الحديث، بداية من عصر الهسكالاة، تحولت اللغة العبرية تدريجياً من لغة كتابة وإبداع أدبى إلى لغة كتابة وإبداع أدبى وحوار على السواء مثلما كان فى فترتى الهيكل الأول والثانى.
لم تكن اللغة العبرية، على مر الأجيال، اللغة التى حافظت على نفسها فقط بل يتضح تأثيرها فى اللغات المختلفة التى اتخذها اليهود لأنفسهم فى فترة تنقلهم مثل لغة الييدش واللادينو. كما يظهر التأثير واضحاً على اللغات الأوربية، كما قدسها المسيحيون واعتبروها "أم اللغـات".
متى بدأ الحديث باللغة العبرية؟ متى نشأت ومتى تبلورت؟ يبدو أننا لن نستطيع أن نقدم إجابة قاطعة لهذا السؤال فالاجابة مرتبطة بمشكلات كثيرة لم نجد لها حلاً كاملاً مثل: إشكالية بداية ظهور بنى إسرائيل على ساحة الشرق الأدنى ومشكلة القيمة التاريخية لتلك الفترة التى نطلق عليها اسم عصر الآباء ومشكلة لغة الأباء وبنى إسرائيل فى مصر وغيرها من المشكلات
لو أخذنا فى الاعتبار آراء كثير من الباحثين من الممكن أن نخمن أن اللغة العبرية كانت موجودة وكلغة للحديث فى القرن 12 ق.م ولقد شابهت هذه اللغة الكنعانية التى نجد آثارها فى رسائل تل العمارنة. كما نستطيع أن نخمن أن أقدم شكل للعبرية ينعكس فى لغة الشعر القديم مثل: بركة يعقوب وأمثال بلعام وبركة موسى وشعر "أَصغوا" وشعر "دبورا"... وغيرها.
يرى بعض الباحثين أن مصدر هذا الشعر اللهجة الشمالية التى تحدثها أسباط الشمال. ولو صدق الباحثون حول وجود لهجة شمالية فى أرض فلسطين فى بداية الهيكل الأول وهو رأى أساسه صعب فى العهد القديم، حيث أن لغة الكتابة تمحو الفروق اللغوية وتتطلع إلى وحدة التعبير والشكل (القضاة 12 : 6) סבלת فى مقابل שבלת. ولوصدق الباحثون حول وجود لهجة جنوبية يهودية يربطون بها بلورة العهد القديم الكلاسيكية - أى اللغة التى كتب بها الجزء الرئيسى من أسفار العهد القديم - فمن الممكن أن نخمن الصورة اللغوية منذ احتلال أرض فلسطين وانقسام المملكة (930 ق.م) وما بعدها.
كما يُعتقد أن أسباط إسرائيل عند دخولهم أرض كنعان وأثناء احتلالهم للأرض تبنوا لأنفسهم اللهجات الكنعانية التى تحدثت بها المناطق التى استوطنوهاولم يكن هناك فرقاً جوهرياً بين تلك اللهجات, واستخدمها الأسباط فى عصر القضاة وبداية عصر الملكية. وبعد تولى داود الملك، بعد أن أصبحت أورشليم عاصمة المملكة الموحدة وأهم مركز دينى فيها، زاد تأثير اللهجة اليهودية التى تحولت من خلال الاحتكاك بلهجات سبطية أخرى إلى اللغة الرسمية للملكة ولغة كتابتها. بهذه اللغة بدأ تدوين الانتاج الدينى، الذى قدسه الآخرونوأدى استخدام كتابة الأدب المقدس إلى صقلها وزيادة تأثيرها بين دوائر الكتاب ورجال الدين. لكن يبدو أن كل ذلك لم يؤد إلى تحويلها إلى لغة عامة الشعب الذى استمر فى استخدام اللهجات التى تبناها من قديم الأزل.

اللغة الفينيقية
الفينيقية لغة سكان فينيقيا – وهى منطقة من الأرض ضمت مدناً وقرى كثيرة أهمها: صور وصيدون وجبل وأرواد وغيرها. ضمت اللغة الفينيقية العديد من اللهجات أهمها: اللهجة القديمة لجبل واللهجة الفونية التى هى الصورة المتأخرة للفينيقية. إستخدمها سكان قرطاجنة فى شمال أفريقيا على بعد 16كم شمال شرق مدينة تونس الحالية. واللغة الفينيقية والفونية معروفتين لنا من الكتابات الكثيرة التى عُـثِر عليها فى مدن فينيقيا وفى قرطاج وأماكن أخرىترجع تلك الكتابات إلى الألف الأول وربما بداية القرن الثانى عشر ق.م وما بعده. واللغة الفينيقية قريبة جداً من اللغة العبرية وهناك قواسم مشتركة كثيرة بينهما لكن هناك بعض الفروق كذلك:
 1- أنظمة الصوامت للغتين متماثلة.
 2- لا يوجد فى الكتابة الفينيقية تشكيل كما لا يوجد بها أمهات القراءة (אה, ו, י) مثل: ז – (זה) ، אש – (איש) , שנ – (שני), רש – (ראש), פנ – (פני) . كم أنه لا توجد فيها حركة للمثنى בת – (בית ), שמם- (שמים).
 3- فى الفينيقية المتأخرة تم طمس الحروف الحلقية وهناك تبادل مستمر بينها مثل: אדון بالفينيقية وكذلك אדן, עדן وكذلك הדן , אב وكذلك עב, אבן وكذلك הבן. وأحياناً تحذف الحروف الحلقية نهائياَ مثل: עבד – בד, אדון – דן, ראש – רש, טנא – טן. وفى بعض الأحيان تستخدم حروف أخرى مثل الفاء بدلا من الباء والباء بدلا من الميم والراء بدلا من التاء، والسامخ بدلا من الزاى: עשרעסר , אדם – אדן, זכר – סכר, בנת-פנת وغيرها.
 4- تختلف اللغة الفونية عن العبرية فى الحركات فهى أكثر من الفينيقيةاستنتج الباحثون أن الحولام (ו) يقابل فى الفونية وربما فى الفينيقية u و y مثل שופט بالفونية sufēt שלוש – salus , זאת – syth . والشوروق (ו) تقابل i مثل: לו- li والقامص ( ָ) تقابل o,u,I (מצאתי musti) والباتاح (ַ) تقابل u,e مثل תַם them מַטָרָה muţţro والحركة ַי تقابل e مثل בַית – beth ، שַמַים sanem.
 5- الأسماء نوعان: مذكر ومؤنث. المذكر بدون علامة خاصة وعلامة التأنيث هى التاء، ليس فقط فى حالة الاضافة بل أيضاً فى الافراد. במת , אמת , מלכתعلامة الجمع الميم : מלכים , כהנים, وجمع المؤنث بالتاء במת , גברת.
 6- أداة التعريف هى الهاء مثل العبرية وتتغير إلى الألف فى بعض الحالات.
 7- تتشابه الكلمات فى معظمها مع نظيراتها فى العبرية: א (o) – או, אחר (ahre)، אם (im) – הנ (ina) הנֵה. נא (na) נָא. אנכ (anochi, anechi) אנכיאל (ily) אלה.
8-  عدد الأوزان مثل عدد الأوزان فى اللغة العبرية، لكن وزن הפעיל يضع ياء بدلا من الهاء (הקדיש – יקדיש) تصريفات الأفعال تشبه بشكل عام التصريفات فى اللغة العبرية. صورة المستقبل مستخدمة فى الفينيقية بدون واو القلب فى الماضى وكذلك المضارع. واو القلب نادرة الاستخدام فى الفينيقية.
9-  جزء كبير من الثروة اللغوية الفينيقية مشترك مع لغة العهد القديم وباقى اللغات السامية الشمالية الغربية.

اللغـة الآرامية
كانت اللغة الرامية لغة أسباط آرام وتحولت مع الوقت إلى لغة الحديث فى أجزاء كبيرة من بلاد ما وراء النهرين وسوريا وأرض فلسطين، كما أصبحت اللغة الرسمية للإدارة الفارسية فى فترة الحكم الفارسى للشرق الأدنى. بذلك يمكن تفسير حقيقة العثور على كتابات آرامية فى جميع أنحاء المملكة الفارسية. كما أُطلق على اللغة الآرامية اسم الآرامية الرسمية، فقد استمرت كلغة أدبية لفترة طويلة بعد سقوط الدولة الفارسية. نظراً للانتشار الكبير للغة الآرامية فقد طورت عدداً كبيراً من اللهجات تٌقسَّم إلى ثلاث مجموعات رئيسية: الآرامية القديمة، الآرامية الوسطى، الآرامية الحديثة
ينسب إلى اللغة الآرامية القديمة لغة الكتابة الآرامية والتى يرجع أقدمها إلى القرن التاسع ق.م بما فى ذلك لغة (يب)، وآرامية العهد القديم (دانيال 2 : 4 ، 7 : 28، وعزرا 4 : 8، 6 : 18، 7 : 12-26) لغة الكتبابات النبطية (سكن الشعب النبطى فى جنوب أرض فلسطين)، ولغة الكتابة التدمرية التى عُـثر عليها فى تدمر فى الصحراء السورية.
أما الآرامية الوسطى فقد انقسمت إلى مجموعتين من اللهجات: الآرامية الغربية والآرامية الشرقية. تضم الآرامية الغربية الآرامية الجليلية وهى آرامية التلمود الأورشليمى ومدراش الأجادة وترجمة يوناثان وكذلك لغة الكتابات التى عُـثر عليها بين أطلال المعابد فى أرض فلسطين وفى أماكن مختلفة. والآرامية السامرية (لغة الترجمة السامرية للتوراة) والآرامية المسيحية وغيرها. تضم الآرامية الشرقية لغة التلمود البابلى ولغة الجاؤنيم والسريانية (اللغة الأدبية للمسيحيين الذين يسكنون شمال العـراق) والمندعـية (لغة طائفة دينية سكنت جنوب العـراق).
لم يبق من الآرامية الحديثة فى أيامنا، من اللهجات الغربية سوى لهجة معلـولة التى يتحدث بها أهل قرية معلولة وقريتين مجاورتين لها حول دمشقومن اللهجات الشرقية بقايا كلمات فى أفواه اليهود والمسيحيين فى المنطقة الحدودية بين العـراق وتـركيا وإيـران وروسيـا وكذلك اليهود الذين هاجروا من تلك المناطق إلى إسرائيل (اليهود الأكراد).

اللغة الآرامية وسماتها الرئيسية
سنتطرق فى حديثنا عن اللغة الآرامية إلى سمات آرامية العهد القديم مقارنة بعبرية العهـد القديـم لكن تكثر الفروق بينهما كذلك.
1- عـدد الحروف فى اللغتين واحد، لكن بمقارنة الكلمات نجد أن الحرف (ז) فى العبرية والذى يقابله حرف (ذ) فى العربية يحل محله حرف (ד) فى الآرامية مثل: זהב – דהב , זכר – דכר, זרוע – דרעوالحرف (צ) فى العبرية ولاذى يقابله حرف (ط) فى العربية نجده فى آرامية العهد القديم (ט) مثل: צהרים – טהרא, צביא – טביא, עצה – עטה وغيرها. أما (צ) فى العبرية ولذى يقابله (صفى العربية يحل محله حرف (ע) فى الآرامية ארץ – ארעא, צאן – ענא. أما حرف (ש) فى العبرية والذى يقابله حرف (ت) فى العربية فنجده فى آرامية العهد القديم (ת) مثل שלג – תלגא , שלש – תלתא, שור – תורא.
 2- عدد الحركات فى آرامية العهد القديم مثل العبرية لكن هناك بعض الفروق بين النظامين: بدلا من חולם מלxו تاتى فى آرامية العهد القديم ָ (ָ) مثل שָלום – שְלָם، שְלושָה – תְלָתָא.
الحركة القصيرة فى المقطع المفتوح قبل النبر تُـقصَّر إلى سكون (שוא) أو نصف حركة (חטף) ولا تتحول إلى حركة طويلة مثل اللغة العبرية.
3-  فى حالات الجمع يستخدم حرف النون للدلالة على الجمع بدلا من الميم فى العبرية مثل: ראשכם – ראשכן , אתם – אנתון , הם – הון.
 4- يشبه نظام الأوزان فى الآرامية نظام أوزان الفعل فى العبرية لكنه لا يتطابق معه فوزن נפעל فى العبرية غير موجود فى الآرامية وبقى من أوزان פעלהפעל المطاوع فقط. وفى المقابل يوجد فى الآرامية وزن התפעל والذى هو مبنى للمجهول ومطاوع. كما هناك أوزان مثل שפעל , השתפעל.
 5- يشبه تصريف الضمائر التصريف فى العبرية غير أن ضمائر المخاطبين والغائبين لا تتطابق مع الآرامية. ففى ضمير المفردة الغائبة فى الماضى يضاف حرف ת بدلاً من ה مثل היא כתבה – כתבת يشتق المصدر بشكل عام بإضافة حرف الميم مثل לכתוב – למכתב. وكذلك توجد الشدة بسبب الادغام فى النون مثل תִתּן – תִנְתֵן.
6-  يظهر الاسم فى ثلاث حالات: المفرد والمضاف والمُعرّف. مثل: מֶלֶך , מֶלֶך, מַלְכָא , מַלְכִין, מַלְכֵי, מַלְכַיָא. (أداة التعريف تكون فى نهاية الكلمة ָא).
 7- يستخدم (די) فى الآرامية كاسم للموصول بدلاً من אשר كما تستخدم كذلك فى حالة الإضافة.
8-  يشبه البناء التركيبى للجملة الآرامية البناء التركيبى للجملة العبرية المقرائية. لكن توجد تركيبات خاصة بالآرامية خاصة عند تقديم المفعول على الفاعل.

تأثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية 
كما هو معروف تقترب الثروة اللغوية فى الآرامية من الثروة اللغوية فى العبرية أكثر من أى لغة سامية أخرى، ويمكن إيعـاز ذلك إلى تأثير الأولى على الثانية. بداية ذلك التأثير فى عصر الهيكل الأول وازداد فى عصر الهيكل الثانى، ويتجلى ذلك فى الثروة اللغوية وبعض الصور النحوية بل فى البناء التركيبى
ينعكس تاثير اللغة الآرامية على عبرية العهد القديم وعلى لغة الحكماء חז"ל خاصة فى الكلمات والصور النحوية المستعارة. كما ينعكس تاثيرها فى العصر التلمودى فى المجلات والموضوعات التالية:
 1- إبعاد اللغة العبرية وحل محلها فى الحديث.
2-  تدوين معظم فصول التلمود البابلى والتلمود الأورشليمى بها، كما كانت لغة الدراشيم والأدب التوراتى للجاؤنيم والزوهار وغيرهم.
3-  وضع أجزاء من الصلوات المهمة باللغة الآرامية. مثل: صلاة "كل ندرى" "כל נדרֵי" "קדיש" "אקדמות" فى عيد الأسابيع، وأجزاء من الأجاداة فى عيد الفصحكما صيغتا بها وثيقتى الزواج والطلاق.
تأثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية فى العصور الوسطى واضح من خلال إستيعاب عدد كبير من الكلمات، مثل: בדחן, גחך, גחוך, פזם , תרץ. كما يبرز تاثير اللغة الآرامية على اللغة العبرية الحديثة فى مجالين: بعض الكلمات الآرامية، إستحداث كلمات على النمط الآرامى. كان اقتباس الكلمات الآرامية من خلال الحفاظ على معناها الآرامى لكن هناك بعض الكلمات تم اقتباسها وإعطائها معنىً مشابهاً وليس مطابقاً. وكانت تصاغ الكلمات المقتبسة من الناحية الشكل لتلائم اللغة العبرية، مثل: استبدال حرف الألف فى نهاية الكلمة بحرف الهاء وكذلك تغيير النوع مثل: גרסה, גוזמה, חוצפה, קושיהסוגיה, סברה, אמצה, وغيرها. لكن هناك أسماء دخلت اللغة من خلال تغيير وزنها مثل: ברז (ברזא) ، סלק (סלקא) ، דחליל (דחלולא) وغيرها. وهناك أسماء لم يتغير شكلها عند نقلها من الآرامية إلى العبرية مثل: אבא, אמא, סבא, סבתאגוביינא, בדיעבד, דווקא, מלעיל, מלרע, לגמרי, תרסר, وغيرها.
إن اشتقاق كلمات وفقاً لأنماط آرامية أمرٌ مقبول، مثل: اشتقاق חקלאיחקלאות من كلمة חלקא الآراميةوקיטנה من קייטן קייטא وשכיחות من الفعل שכח, שכיח , , وغيرها.

اللغة الأوجاريتية
جزء كبير من الكتابات على الألواح التى تم اكتشافها بين 1929-1939 فى الساحل الشمالى لسوريا وراس شمرا - المكان الذى كانت فيه مدينة أوجاريت موجودة فى القدم - مكتوب باللغة الأوجاريتية. العدد الأكبر من الألواح مكتوب بخط هجائى ويضم 31 علامة تشبه فى شكلها الخط المسمارى. وتشمل الألواح المكتوبة بالأوجاريتية نصوصاً أدبية تعكس الثقافة الكنعانية وأساطيرهازمن تدوين بعض الألواح هو النصف الأول من القرن الرابع عشر ق.م، لذلك فهى مهمة جداً للتعرف على الوسائل الفنية للأدب الكنعانى الذى سبق المراحل الأولى لأدب العهد القديم
إن المقارنة بين النصوص الأدبية المكتوبة باللغة الأوجاريتية والتى تضم فيما بينها قصصاً حول أعمال "باعَل" إله السماء والحياة (قصة باعَل)، وقصصاً حول دانيال الحكيم الصديق وابنه إقهات (قصة دانيال وإقهات) وقصصاً عن الملك "كارت – כרת"، وبين العهد القديم تشير إلى شبه كبير بينهما، ليس فقط فى الأسس الرئيسية للشعر: الوزن، الإيقاع، التماثل وغيرها، لكن فى طرق التعبير والأسلوب. كما ينعكس الشبه بينهما فى استخدام أنماط لغوية متطابقة وفى التعبيرات المستعارة والكلمات المتضادة (ארץ – עפר, טל-רביביםאלהים-משכנות) وغيرها.
يساعد الشبه الكبير بين الأدب المقرائى وبين الأدب الأوجاريتى على تفسير السمات الأدبية لكتابات العهد القديم وفهم اللغة الشعرية فيه. كما تفتح النصوص الأوجاريتية نافذة على معرفة ديانة كنعان وعاداتها وتساعد على فهم كتابات العهد القديم التى اهتم بها، كما تساعد على تفسير كلمات وتعبيرات لغوية فى العهد القديم مثل(בית חבר) (الأمثال 21 : 9) وهو تعبير وجد المفسرون صعوبة فى تفسيره، ومن خلال الأدب الأوجاريتى فقط اتضح معناه وهو "مخزن الغلال" وكذلك تفسير كلمة עדן (المزامير 36 : 9) ومن خلال الأدب الأوجاريتى نجد أنها تستخدم مع ما يرتبط بالمطر. والمتقابلات "מכך" , "וידלף" (الجامعة 6 : 18) الخاصة بسفر الجامعة فى العهد القديم، ونجد لهـا نموذجاً مشابهاً فى الأدب الأوجاريتى فى قصة "باعل" 5 السطر 17 "נר עז יםיינ.טלימכ,לתנע צנננ.טפנתה לידלפ. كذلك كلمة "בצקל נו" الملوك الثانى 4: 42، وتفسيرها المعروف هو שק ילקוט مرتبط على ما يبدو بكلمة "צקל" الموجودة فى اللغة الأوجاريتية بمعنى "سنبلة غضة".
 1- الخط الأوجاريتى مكون من 31 حرف. ففى مقابل الخط العبرى فهو يضم ח, ח', ט, ט', ע, ע'1, ע'2, ש1, ש2, ת, ת', ס1, ס2. كما يضم ثلاثة حروف للألف لكل منها نطق مختلف وهى: א, א, א . على عكس اللغة العبرية لا يبدو أن هناك فرق فى الأوجاريتية بين  و שׂ مثل שמחה – שמחה, שפת – שפה, ישר – שר وغيرها.
2-  لا يستخدم الخط الأوجاريتى حروف أمهات القراءة مثل: קל-קול, כס-כוספר-פרי, תנ-זני.
3-  نلاحظ بمقارنة كلمات من اللغة الأوجاريتية بكلمات من اللغة العبرية أن حرف "ז" يقابله فى الأوجاريتية "ד" مثل: דבח – זבח, אדן-אזן, דרע-זרע وحرف "צ" يقابله فى الأوجاريتية حرف "ט" مثل: חטר – חצר, עטום-עצום, حرف "שيقابله فى الأوجاريتية حرف "ת" مثل: תפט- שפט, תקל-שקל, תם-שם. حرف "רيقابله فى الأوجاريتية حرف "ל" مثل: לפש – רפש, حرف "פ" يقابله فى الوجاريتية حرف "ב" مثل: נפת – נבת, לפש – לבש, حرف "ק" يقابله فى الأوجاريتية حرف "כ" مثل: כנכנ- קנקן
 4- الأسماء نوعان: مذكر ومؤنث. ليس للمذكر علامة خاصة وعلامة التأنيث هى التاء مثل במת-במה, מלכת-מלכה, נחלת-נחלה, מלחמת-מלחמה. كما يظهر الاسم فى المفرد والجمع. والمثنى موجود ليس فقط فى الاسماء بل أيضاً فى الصفات والأفعال. وتظهر الأسماء باللواحق التى تشير إلى النسب وهناك ثلاثة أنواع من النسب فى الأوجاريتية ترتبط بأنواع الألف الثلاث: الحرف אַ يميز الاسم الفاعل فى الجملة والحرف אַ يظهر مع الاسم المتصل بالمفعول والحرف אִ بعد المضاف أو حرف النسب.
5-  لا توجد أداة للتعريف فى الأوجاريتية. أما فيما يخص طابع اللغة الأوجاريتية فهناك الكثير من السمات المشتركة بينها وبين الكنعانية بشكل عام وبين العبرية بشكل خاص.
6-  الضمائر متشابهة بشكل عام مع العبرية كما يوجد فى الأوجاريتية صورتين لضمير المتكلم : אן (אני), אנכ (אנכי).
 7- الأعداد تشبه أعداد اللغة العبرية.
 8- الثروة اللغوية: تشترك العبرية والأوجاريتية فى كثير من الكلمات مثلבכי-בכה, בכר-בכור, במת-במה, ברך, גג, גן, דג, דגן, טוב, כסף, ...

اللغـة العربيـة

يمكن التمييز فى اللغة العربية بين نظامين من اللغات: نظام اللهجات، الذى أُستُخدِم فى الكلام فقط ونظام اللغة التى المستخدمة كلغة أدب وكتابة ولغة حديث فى بعض الدوائر المحدودة
يمكن التمييز، من الناحية التاريخية، بين ثلاث مراحل فى نشأة النظامين وتطورهما: العصر القديم حتى إقامة المملكة العربية (القرن السابع)، العصر الوسيط (حتى بداية القرن التاسع عشـر) والعصـر الحديـث.
تحدث العـرب فى العصر القديم لهجـات مختلفة يمكن تقسيمها إلى عربية شرقية وعربية غربية، وفى المقابل ظهرت فى نهاية القرن الخامس الميلادى العربية الكلاسيكية القديمة التى مثلت فى ذلك الحين اللغة الفصحى. لم تكن هناك فروقاً جوهرية، فى العصر القديم، بين اللهجات المختلفة ولا بينها وبين العربية الكلاسيكية القديمة، فكان لصيغة الجمع نظام متشابه فى تصريفات الأسماء والأفعال، وكان للجميع اتجاه للتعبيـر عن بعض المفاهيم فى كلمة واحدة
فى العصر الوسيط، نتيجة للمجهودات الكبيرة للنحاة، تطورت القدرة على التعبير باللغة العربية الكلاسيكية وأصبح من الممكن استخدامها فى التعبير الواضح، وبدقة كبيرة، عن الأفكار المعقدة. وعلى الرغم من ذلك فقد توقفوا، ابتداء من القرن العاشر، حتى فى المجتمعات الراقية، عن الحديث باللغة العربية الفصحى. وابتداء من منتصف القرن الثالث عشر زاد تأثير اللغة العربية الوسيطة عليها.
بدأت اللغة العربية فى القرنين السابع والثامن الميلاديين، نتيجة للفتوحات العربية فى القرن السابع. ولقد حدث تغيير بين العربية الوسيطة والعربية الكلاسيكية فى أربعة مجالات: فى علم الأصوات وعلم الصرف وبناء الجملة والأسلوب.
وفى العربية الوسطى حدث تغيير فى الحركات: فقد تم تقصير بعضها واختفى جزء من الحركت القصيرة واختفى الفرق بين بعض منها. أما فيما يخص الصوامت (الحروف) فقد اختفت الألف الصامتة وامتزج حرف (ص) و (ط). كما اختفت اللواحق التى أشارت إلى النسب وحدث تغيير فى البناء الإضافى، وضيَّـق "الجمع" بشكل كبير على "المثنى" وضيق "جمع المذكر" على "جمع المؤنث".
أما فيما يخص بناء الجملة فيأتى الفاعل قبل الفعل ويتبعه المفعول به المباشر. وكثرت فى اللغة الجمل الغير متصلة وخاصة فى جمل المفعول. أسلوب العربية الوسيطة مهمل وغير دقيق لكن يكثر فيه التعبير عن كل مفهوم بكلمة واحدة.
استمر النظامان فى العصر الحديث، ولم تنجح العربية الكلاسيكية فى إبعاد اللهجات المختلفة عن لغة الحوار.

اللغـة العربية مقارنة بالعبـرية 
ظهرت اللغـة العربية على المسرح التاريخى بعد اللغة العبرية بمئات السنينلكن على الرغم من ذلك فهى تعكس أنماطاً لغوية أقدم فى بعض المجالات. فقد احتفظت تقريباً بكل صوامت اللغة السامية القديمة، واللواحق الدالة على النسب وأشكال الأفعال والوزن "יפעל" "يفعل" فى المستقبل فى الأفعال السالمة واستخدام أشمل للمثـنى. كما تم الحفاظ على الشكل التركيبى للغة أى استخدام كلمة واحدة للتعبير عن بعض المفاهيم. وفى المقابل فإن اللغة العربية تعكس فى علم الصرف نمطاً لغوياً متأخراً فيكثر فيها جمع التكسير، وهو جمع لا ينتج عن المفرد باضافة اللواحق لكن بالتغيير الداخلى للوزن مثل: وَلَد – أَولاَد، مَلِك- مُلُوك. كما يبدو أن بناء الأزمنة فى العبرية أقدم من العربية.

اللغـة الحميرية (العربية الجنوبية)
اللغة الحميرية لغة سامية جنوبية شرقية معروفة من الكتابات التى تم اكتشافها فى جنوب شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام. على الرغم من أن الحميرية والعربية هما فرعان لنفس الأصل اللغوى إلا أن هناك فروقاً بينهما فى النطق والشكل وبناء الجملة والثروة اللغوية، ففى اللغة الحميرية يوجد حرف يقابل "שׂ" اليسارية فى العبرية ليس موجوداً فى العربية، والاسم المعرَّف يضاف إليه "نون" الغير معرف يضاف اليه "ميم".

اللغـة الحبشية
نشأت اللغات السامية المتحدث بها فى الحبشة عن اللغة الحبشية القديمة "الجِـعِز"، والتى أصلها من اللهجة "الهشبأية" وهى إحدى لهجات الحميرية (العربية الجنوبية). وصلت اللهجة "الهشبأية" إلى شمال الحبشة فى نهاية القرن الثالث الميلادى على أيدى الغزاة من شبه الجزيرة العربية الذين استوطنوها وأسسوا فيها مملكة باسم "أكسوم" التى اعتنقت المسيحية كديانة للدولة فى القرن الرابع الميلادى. تأثرت هذه اللهجة باللغات الحبشية لأبناء المكان كما تأثرت باللغات اليونانية والسريانية، فى القرن الرابع الميلادى، التى دخلت الحبشة بعد اعتناق المسيحية. كانت لغة الجعز هى لغة الحديث حتى القرن العاشر الميلادى ثم أصبحت لغة الأدب والكنيسة حتى اليومتستخدم لغة الجعز فى الصلوات وفى قراءة العهد القديم عند يهود الحبشة (الفلاشا). وعصر ازدهار الأدب الجعزى بين القرن الثالث عشر والقرن السابع عشر.
تنقسم اللغات السامية فى الحبشة، والتى تعتبر من لهجات الجعز إلى مجموعتين شمالية وجنوبية. تضم المجموعة الجنوبية "اللغة الأمهرية" ، وهى اللغة الرسمية لإثيوبيا
الكتابة الحبشية كتابة مقطعية لها قواعد صوتية كثيرة تصل إلى أكثر من مائتين علامة صوتية وأصلها من الصوامت الجنوبية غربية التى تضم 28 صامتاً فقط. ومن خلال تحويل كتابة الصوامت إلى مقاطع صوتية وموائمتها مع اللغات الحبشية زادت فيها العلامات الصوتية.

صفات وسمات اللغات السامية

الصفات والسمات الرئيسية التى تميز اللغات السامية كثيرة لكنها لا تجتمع فى لغة سامية واحدة، فعادة ما تجد لغة سامية أو أخرى ينقصها بعض من هذه السمات.

السمات الرئيسية هى:

1-  عدد الصوامت (الحروف) أكبر بكثير من عدد الحركات.
 2- أهمية الصوامت فى تكوين الكلمات أكبر من الحركات، فالصوامت هى التى تعطى الكلمة المعنى الأساسى أما الحركات فتعطى لها تنويعاً فى المعنى.
 3- الإستخدام الدائم للحروف الحلقية (א – ה – ח – ע ) فى تكوين الكلمات، وهى حروف تميز اللغات السامية باستثناء اللغـة الأكَّـادية التى اختفى نطقها فيها.
4-   وجود نظام صوامت متشابه ومتطابق فى كل اللغات السامية، فنظام الصوامت لم يتغير تقريباً على مدى آلاف السنين. وكذلك وجود تقسيم شبه ثابت بين الصوامت التى تساهم فى تكوين جذور الكلمات وبين الصوامت التى تُستخدم فى تكوين سوابق ولواحق للتصريف وغيرها.
 5- هنـاك اتجاه فى اللغات السامية لتطوير الجذور الثلاثية ويظهر ذلك فى الفعل وملحوظ فى الاسم وغير موجود فى أسماء الوصل.
6- معنى الجذر مرتبط فى اللغات السامية بالأصل الثلاثى ويتنوع فى الكلمات المشتقة منه من خلال تغيير الحركات وتضعيف أحد الحروف أو إضافة لاحقة أو سابقة.
7-  تشابه وتطابق للإسم والفعل: يظهر الاسم فى صورتين صورة أساسية للجذر يضاف إليها الحركات لتعطى المعنى مثل "א ב" فبعد تحريكهما بالحركات تعطى معنى "אב, אוב وغيرهما." والصورة الأخرى تظهر فى بعض الحركات من خلال إطالة صامت واحد أو أحد الحركات. وهناك صورة أخرى وهى إضافة بعض الحروف مثل الألف، الميم أو التاء قبل الجذر والنون والراء والياء بعده. الفعل يطور صورتين أساسيتين مرتبطين بالزمن (باستثناء اللغة الأكَّـادية). الأولى تنعكس فى السوابق قبل الفعل والأخرى فى اللواحق بعد الفعل. الأولى تُعبِر عن فعل لم ينته (مستقبل) والثانى (ماضٍِ). كما تتفق الأفعال فى اللغات السامية فى النظام الصرفى المسمى بالأوزان. تتكون الأوزان من خلال إضافة سوابق قبل الجذر مثل حرف تاء، هاء، وغيرهما. أو من خلال التنويع الداخلى بدون سوابق أو لواحق أى من خلال تشديد عين الفعل أو إطالة حركة فاء الفعل أو إدخال حركة مضعفة بعد فاء الفعل.
 8- يوجد فى اللغـات السامية ثلاثة أعـداد: مفرد ومثنى وجمع ونوعين هما المذكر والمؤنث دون لواحق خاصة. أما لواحق المؤنث الأساسية فهى אַת, אֻתوالعبرية (אה ، ת) وفى المقابل فمن الأعداد 3-10 فإن علامات النوع تختلف فالمؤنث دون لاحقة خاصة والمذكر بلاحقة אה.
 9- تستخدم اللغات السامية الغربية سابقة أو لاحقة للإشارة إلى التعريف لكنها لا تستخدم علامات متطابقة (הַ فى العبرية، "الـ" فى العربية، אא فى الآرامية).
 10- الضمائر وحروف جر أخرى مبنية على أساس صامتين مثل אני, אנו, הואהיא وغيرها.
 11- طورت اللغات السامية بناءً خاصة للجمل السامية التى لا يوجد بها أفعال. كما تتجه اللغات السامية لبناء جملة ذات تركيب بسيط من خلال تفضيل تركيبات متصلة.
12-  من الظواهر البارزة فى اللغات السامية وجود ثروة لغوية مشتركة من كلمات أساسية مرتبطة بالحياة الأسرية وأعضاء الجسم والحياة اليومية والأعداد وحروف الجر مثل: אב, אוזן, אח, אחות, ארץ, חמור, יד, ים, כלבלילה, מים, עין, עץ, ראש, רגל, שור, שמים.

وبصيغ متشابهة تشترك الكلمات فى جزء كبير من اللغات السامية أنظر الأعداد وأعضاء الجسم.

العبرية الأكَّـادية السريانية العربية الحبشية الأوجاريتية

אֶחָד (אֵדֻחַד אַחַד אַחַד אַחד

שָלוש שַלָאשֻ תְלָת תַ'לָאתשַלָאשׂ ת'לת'

חָמֵש חַ'מְשֻ חַמֵש חַ'מְשׂ חַ'מְשׂ חמש

עֶשֶר עַשְרֻ עְשַר עַשְר1 עַשִר עשר

العبرية الأكَّـادية السريانية العربية الحبشية الأوجاريتية

אֲנִי, אֲנֹכִי אנָאכֻ אֶנָא אַנַא אַנַ אן – אַנכ

אַתָה אַתַ אַת אַנְתַ אַנְתַ אַת

אָנו ,אֲנַחְנו אַנִינֻ (אַנַ)-חְנַןנַחְנֻ נָחְנַ



قائمة المراجع
·                       الحضارات السامية سبتينو موسكاتي
·                       فقه اللغة (3) د. سالم سليمان الخماش
·                       اللغـات السـامية تأليف/ أبراهام بار يوسف ترجمة/ عمرو زكريا
·                       تاريخ اللغات السامية اسرائيل ولفنسون
·                       فقه اللغات السامية بروكلمان





تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

علم الاصوات

الاسناد في العربية والعبرية