علم الاصوات
كنت قد قمت في السنة التمهيدية للماجستير تخصص اللغويات
بقسم اللغات الشرقية بعمل هذا البحث :
والتي ابوابه تنقسم للتالي :
الفصل الاول : جوانب علم الاصوات
الفصل الثاني: الصوت اللغوي
الفصل الثالث : تصنيف الاصوات
الفصل الرابع: الصوامت
الفصل الخامس : الصوائت
الفصل السادس : الاصوات البينية وانصاف الحركات
الفصل السابع : صفات الحروف
مقدمة
يعد
علم الاصوات من اهم العلوم اللغوية المعاصرة لما نالته الدراسات الصوتية م اهتمام
م قبل الباحثين وللدراسة الصوتية دور رئيسي في حياة الانسان لاستخدام الاصوات في
الكلام الذي يعد احدى وسائل التعبير في التعاملات المختلفة في الحياة ويعد النظام
العملي للغة.
ان
الصوت اللغوي احد انظمة اربعة تكون في مجموعها اللغة , هذه الانظمة هي النظام
الصوتي والنظام الصرفي والنظام النحوي والنظام الدلالي
علم
الاصوات يصف واقع مايُنطق ويُسقط في الكتابة من اعتباره , وتعتبر الدراسة الصوتية
احد العوامل الاساسية في دراسة المعنى من ناحية تحديده وفهمه وهي اساس التصنيف
المعجمي وتبويبه ونطق كلماته وهي كذلك اساس تحليل التراكيب وتحديد مواضع النبر
والارتكاز والتنغيم والنبر والوقف وغير ذلك..
من
هنا اهتم اللغويون قديما وحديثا بالاصوات عند دراستهم للغة فمن القدماء نجد الخليل
بن احمد الفراهيدي وابن سينا وسيبويه ومن المحجثين ابراهيم انيس وعبد الرحم ايوب
ورمضان عبد التواب.
ولقد
تطورت الدراسات الصوتية مع تطور المعامل واجهزة القياس الصوتي ووظفت تلك الدراسة
لخدمة الانسان في مجالات مختلفة مثل الطب والهندسة والالقاء وتقوم الدراسة الصوتية
بدور فعلا في تعلم اللغات الاجنبية
وفي
هذا البحث سنعرض ل مجالات علم الاصوات و الاصوات العربية و الفنولوجيا والفونيم و
علم الاصوات وموقعه في الدرس اللغوي
علم الاصوات
الدراسة
الصوتية هي دراسة الاصوات اللغوية فقط دون غيرها من الاصوات الاخرى والاصوات
اللغوية هي تلك الرموز التي اصطلح الناس على استعمالها في كلامهم والكلام هو سلسلة
متتالية من هذه الرموز كرمز الهاء او غيرها مما يسمى بالاصوات اللغوية
ولعلم
الاصوات تقسيمات وتفريعات متعددة بحسب مسيرة اصدار الاصوات ومراحل ادائها ومنها
التقسيم الذي قسمه الدكتور كمال بشر وهو كالتالي:
1- الاحداث النفسية والعمليات العقلية التي تُجرى في ذهن
المتكلم قبل الكلام او في اثنائه
2- عملية اصدار الكلام الممثل في اصوات ينتجها جهاز الطق
3- الموجات والذبذبات الصوتية الواقعة بين فم المتكلم واذن
السامع
4- العمليات العضوية التي يخضع لها الجهاز السمعي كرد فعل
مباشر للذبذبات والموجات
5- الاحداث النفسية والعمليات التي تجرى في ذهن السامع عند
سماعه للكلام
والامر
استقر لدى اغلبية اللغويين المحدثين على اهمال الجانبين الاول والخامس لغموضهما
وتعقدهما وانهما جانبان نفسيان عقليان ولصعوبة الوصول الى اسرار هذين الجانبين -
الا ان فيرث لم يهمل هذا الجانب وتعامل معه في ابحاثه - وبناء على ذلك ظهرت فروع
علم الاصوات
الفصل الاول : جوانب علم الاصوات
اختلف
العلماء والباحثين حول هذه الجوانب فمثلا الدكتور محمد زعيمة رأى ان جوانب علم
الاصوات هي :
1- علم الاصوات النطقي Articulatory Phonetics
اقدم
الفروع ويهتم بالمادة اللغوية المنطوقة اي الاصوات المستخدمة في الكلام وكيفية
انتاجها والجهاز المنتج لها والخصائص الفنية الخاصة بها وصفا وتحليلا وتحديدا
2- علم الاصوات الفيزيائي او الاكوستيكي Acoustic Phonetic
يدرس
الاصوات الكلامية حالة انتقالها من جهاز الطق الانساني الى جهاز السمع لدى المتلقي
3- علم الاصوات السمعي Auditory Phonetics
يركز
على مرحلة السمع حيث الاذن التي تستقبل الذبذبات او الاهتزازات الصوتية فتحولها
الى حركة معينة تنتقل الى اعصاب السمع او مايسمى بالجهاز العصبي المركزي
بينما
رأت الدكتورة تغريد السيد عنبر ان جوانب علم الصوتيات هي:
1- علم الاصوات النطقي او الفسيولوجي Articulatory or Phsiological Phonetics
وهو
يدرس كيفية نطق الاصوات
2- علم الاصوات الاكوستيكي او الفيزيائيAcoustic or Physical Phonetics
وهو
يهتم بدراسة الاشارة الصوتية كمحصلة لتغييرات في ضغط الهواء بدرجات وبصور ولفترات
زمنية مختلفة
3- علم الاصوات السمعي Auditory Phonetics
وهو
يهتم بدراسة الاشارة الصوتية كما تستقبلها الاذن وهو ذو جانبين : جانب عضوي وجانب
نفسي , الاول وظيفته النظر في الذبذبات الصوتية التي تستقبلها اذن السامع وفي
ميكانيكية الجهاز السمعي
4- علم الاصوات الادراكي او النفسي
وهو
يهتم بدراسة ادراك الاشارة الصوتية معتبراً الادراك اشمل من السمع لانه يمتد الى
التعرف على الاصوات والى تفسيرها
الفصل الثاني : الصوت اللغوي
الصوت
اللغوي يصدر طواعية واختيارا عن تلك الاعضاء المسماة تجاوزا اعضاء النطق والملاحظ
ان هذا الاثر يظهر في صورة ذبذبات معدلة وموائمة لما يصاحبها من حركات الفم
باعضائه المختلفة ويتطلب الصوت اللغوي وضع اعضاء النطق في اوضاع معينة محددة او
تحريك هذه الاعضاء بطرق معينة محددة ايضا ومعنى ذلك ان المتكلم لابد ان يبذل
مجهودا ما كي يحصل على الاصوات اللغوية
الصوت
اللغوي له عدة جوانب منها الجانب العضوي الفسيولوجي او النطقي والاكوستيكي او
الفيزيائي ويتصل الجانب الاول بأعضاء النطق واوضاعها وحركاتها والثاني بتلك الاثار
التي تنتشر في الهواء في صورة ذبذبات صوتية تصل الى اذن السامع فتحدث فيه تأثيرا
معينا وهناك جانب ثالث هو الجانب السمعي وهذا الجانب له جهتان جهة فسيولوجية خاصة
باعضاء السمع وجهة عقلية او نفسية التي تتبع ادراك اليامع للاصوات
والجانب
الفسيولوجي النطقي هو الاساس في كل دراسة صوتية لغوية وهو الجانب الاكثر دقة في
تقديم المعايير والخصائص التي يمكن الاعتماد عليها في تعيين اصوات اللغة وبيا
طبيعتها وماهيتها وموقع كل منها في بنية اللغة اما الجانبان الاخران لهما وجود من
نوع ما عند تصنيف الاصوات الى طوائفها المختلفة من وقفات واحتكاكيات فهذه
المصطلحات بمفهومها الدقيق تنتظم اشارات ضمنية الى خصائص الاصوات من هذين الجانبين
الاخرين (الاكوستيكي والسمعي)
للعلماء
العرب في القديم – لغويين وغير لغويين – اشارات وافكار تنبئ بوضوح عن ادراكهم
لجوانب الاصوات النطقية والاكوستيكية والسمعية جميعا لكن جل اعمالهم جاءت بالتركيز
على الجانب النطقي الفسيولوجي فيظهر تركيزهم على الجانب النطقي للاصوات من اعمالهم
التي حفلت بمعالجة اصوات لغتهم واخضاعها للتصنيف والتحليل اعتمادا على خواصها
النطقية بالاشارة الى مخارجها واحيازها وجهرها وهمسها وكيفيات خروجها من منافذها
في جهاز النطق
وسنعرض
بايجاز جهاز النطق
1- الشفاه
2- الاسنان
3- اصول الاسنان ومقدم الحنك
4- الحنك الصلب – وسط الحك
5- الحنك اللين – اقصى الحنك
6- اللهاة
7- طرف اللسان
8- مقدم اللسان – وسط اللسان
9- مؤخر اللسان
10- الحلق
11- لسان المزمار
12- موقع الاوتار الصوتية
13- ذلق اللسان – نهاية اللسان
14- منطقة الحنجرة من الامام
15- القصبة الهوائية
وهذه
صورة للاوتار الصوتية في مختلف اوضاعها
أ- الاوتار
الصوتية في الوضع الخاص بالتنفس
ب- الاوتار
الصوتية في وضع اصدار نغمة موسيقية
ج-
وضع الاوتار الصوتية في حالة الوشوشة
د-
وضع الاوتار الصوتية في حالة النطق بهمزة القطع العربية
اما
الشكل التالي لمناطق اخرى في جهاز النطق لها اثر ودور مهم في العملية النطقية
للاصوات
1- الحلق
2- الفم
3- التجويف الانفي
4- التجويف الشفوي
مماسبق
عرضنا لصور جهاز النطق ولكل عضو فيه وظيفة معينة في العملية الكلامية لكننا لن
نعرض لكل عضو على حدى لكي يكون البحث مركزا قدر الامكان ليشمل كل جوانب علم
الاصوات ذلك العلم الواسع الذي طالما تبحرنا فيه وجدنا المزيد والمزيد
الفصل الثالث : تصنيف الاصوات اللغوية
توجد
تصنيفات متنوعة للاصوات اللغوية منها ماهو على اساس النطق ومنها ماهو على اساس
المخرج ومنها ماهو على اساس الصفات الصوتية
معايير
التصنيف كما ذكرها دكتور كمال بشر:
يٌبنى
التصنيف على معايير معينة تتعلق بطبيعة الاصوات وخواصها المميزة لها بالتركيز في
ذلك على معيارين مهمين هما:
وضع
الاوتار الصوتية وطريقة مرور الهواء من الحلق والفم او الانف عند النطق بالصوت
المعين
وبالنظر
في هذين المعيارين وجد ان الاوتار الصوتية تكون غالبا في وضع الذبذبة عند النطق
بالحركات وان الهواء في اثناء النطق بها يمر حرا طليقا من خلال الحلق والفم
وقد
يضاف الى هذين المعيارين خواص اخرى تميز الحركات من غيرها من الاصوات من اهمها
1- الحركة هي نواة المقطع فالمقطع في اغلب الحالات يحتوي
على حركة مع او بدون صامت او اكثر
2- تنماز الحركة بقوة الوضع السمعي اذا قيست بمجمل الاصوات
الاخرى , انها تحمل الاثار الموسيقية للنبر ودرجة الصوت
3- تأخذ الشفاة اوضاعا خاصة عند النطق بالحركات "هذه
الخاصية تحسب اساسا للتفريق بين انواع الحركات"
على
الرغم من ان هذه الخواص الاضافية الثلاث قد تعين على تعرف الحركات وتيسير تحديدها
لكن اكثر الباحثين اكتفوا بحسبان المعيارين السابقين اساسا لتصنيف الاصوات اللغوية
الفصل الرابع : الصوامت
الاصوات
الصامتة تعددت تسمياتها فسميت حروف وسواكن وصحاح وصوامت وتحكم في وصف الصوامت
العدد الكمي لها الذي فاق عدد الصوائت بكثير وقد جرت العادة على تقسيم الاصوات
الصامتة الى فئات بقصد التعرف على طبيعة كل فئة وخواصها تسهيلا للدارسين وكشفا
لمميزات كل صوت وحدوده وتختلف اسس التقسيم باختلاف وجهات النظر وباختلاف الغرض
والقاعدة العامة هي تقسيم الصوامت الى ثلاث فئات رئيسية هم :
1- وضع الاوتار الصوتية
وفيه
تقسم الصوامت الى مجموعات حسب وضع الاوتار الصوتية اي من حيث ذبذبة الاوتار او عدم
ذبذبتها اثناء النطق ويهمنا فيها ثلاثة اوضاع هم:
أ-
قد ينفرج الوتران الصوتيان بعضهما عن بعض اثناء مرور الهواء من الرئتين بحيث
يسمحان له بالخروج دون ان يقابله اي اعتراض في طريقه ومن ثم لا يتذبذب الوتران
الصوتيان وفي هذه الحالة يحدث "الهمس"
والاصوات
المهموسة في العربية هي : ت ث ح خ س ش ص ط ف ق ك ه = 12
ب-
قد يقترب الوتران الصوتيان من بعضهما اثناء مرور الهواء واثناء النطق فيضيق الفراغ
بينهما بحيث يسمح بمرور الهواء ولك مع احداث اهتزازات وذبذبات سريعة منتظمة لهذه
الاوتار وفي هذه الحالة يحدث "الجهر"
والاصوات
المجهورة في العربية هي : ب ج د ذ ر ز ض ظ ع غ ل م ن و ي = 15
واضاف
علماء العربية حروف الطاء والقاف والهمزة للاصوات المجهورة واخرجوها من الاصوات
المهموسة
ج- قد
ينطبق الوتران الصوتيان انطباقا تاما فلا يسمح بمرور الهواء الى الحلق مدة هذا
الانطباق ومن ثم ينقطع النفس ثم يحدث انفراج للوتران الصوتيان فيخرج صوت انفجاري
نتيجة لاندفاع الهواء الذي كان محبوسا حال الانطباق التام . هذا الصوت هو همزة
القطع في العربية
2- المخارج والاحياز
تنقسم
الاصوات الصامتة الى مجموعات بحسب مخارج النطق واحيازه فالمخرج هو النقطة الدقيقة
التي يصدر منها او عندها الصوت والحيز يعني المنطقة التي قد يُنسب اليها صوت او
اكثر فتنعت به على ضرب التعميم وان كان لكل صوت نقطة مخرج محددة فالحيز اوسع مساحة
من المخرج وهذا ما اثاره الخليل بن احمد
ونسبة
الاصوات الى مخارجها او احيازها
3- كيفية مرور الهواء عند النطق بالصوت المعين
يختلف
الدارسون فيما بينهم اختلافا نسبيا في تفاصيل هذا التقسيم وفي مصطلحاته وان كانت
المعايير عند الجميع متفقا عليها ومأخوذة في الحسبان في كل الحالات فيرى بعضهم ان
تصنيف الصوامت من هذه الناحية الى مجموعتين رئيسيتين سموا احداهما الوقفات
والثانية الممتدة
المجموعة الاولى
تنتظم
هذه المجموعة كل الاصوات التي يحدث في اثناء النطق بها وقوف الهواء وقوفا تاما في
نقطة من نقاط النطق في الجهاز النطقي بدءا من الحنجرة حتى الشفاه فإن صاحب هذه
الوقفات انفجار سريع مفاجئ بمعنى خروج الهواء منفجرا فجأة وبسرعة سميت وقفات
انفجارية وان تسرب الهواء ببطء محدثا احتكاكا سميت وقفات احتكاكية او الاصوات
المركبة
المجموعة الثانية
تضم
كل الصوامت التي يحدث في اثناء النطق بها ان يمر الهواء ويتسرب كليا او جزئيا من
منفذ من منافذ النطق وان بصور مختلفة ومن هنا كانت تسميتها بالعموم بالاصوات
الممتدة فان مر الهواء حال النطق من الفم من خلال منفذ ضيق نسبيا محدثا حفيفا او
احتكاكا مسموعا سميت الاصوات الصادرة الاصوات الاحتكاكية وهي تمثل الجانب الاكبر
من الاصوات الممتدة وهناك ما يسوغ ضم الاصوات الجانبية والانفية من حيث كيفية مرور
الهواء الى الاصوات الممتدة
تعقيب
للدكتور كمال بشر على هذين المجموعتين
هناك
اصواتا يمكن نسبتها الى المجموعتين كلتيهما او الى احداهما وهذه الاصوات يمكن
تصنيفها الى فئتين فرعيتين
الفئة
الاولى : الاصوات الجانبية والانفية وصوت (R)
الاصوات
الجانبية (L-اللام)
والانفية (N-M الميم-النون)
يمكن نسبتها الى الوقفات والى الاصوات الممتدة معا اما انها وقفات لان الهواء عند
النطق بها يقف وقوفا تاما في موضع النطق المحدد لها واما انها امتداديات فذلك لأن
الهواء في اثناء الوقوف يخرج حرا طليقا من جانبي الفم في حال الاصوات الجانبية ومن
الانف في حال الاصوات الانفية اما النمط (R-الراء) فقد اضطرب الباحثون في وصف حاله
اضطراب نطقه واداء صوره الكثيرة وهذا راجع للعادات النطقية في اللغات المختلفة
والى عادات الناطقين باللغة المعينة
الفئة
الثانية : ( W و Y)
هذان
الصوتيان او النمطان من الاصوات ويقابلهما (الواو والياء) في اللغة العربية , لهما
وظيفتان في النسق اللغوي في كثير من اللغات فهما في العربية مثلا حركتان خالصتان
في نحو " ادعو – ارمي" حيث تحسب الواو ضمة طويلة والياء كسرة طويلة
والحكم بحركتيهما في مثل هذه الحالة لا خلاف فيه اما في نحو "وجد – يجد"
فهما يؤديان وظيفة الاصوات الصامتة بلا فرق ولكن طريقة نطقهما تقربهما من الاصوات
الممتدة حيث ينفذ الهواء محدثا نوعا خفيفا من الاحتكاك كما تقربهما من الحركات
بسبب مرور هوائهما بشيء من الحرية عند النطق بهما ومن ثم كان الحكم عليهما بانهما
من الاصوات الممتدة بصفة عامة كما جاز الحكم عليهما بانهما انصاق الحركات وفي هذه
الحالة الاخيرة يجوز حسبانهما انصاف صوامت ايضا نظرا لما يقومان به من وظيفة
البناء اللغوي ولكن المصطلح الاشهر هو كونهما انصاف حركات
الفصل الخامس : الصوائت
الصوائت
او الحركات هي القسيم الثاني الرئيسي لاصوات اللغة ويمكن تعرف الحركات بمجموعة من
الخواص الى مجموعتيها الرئيستين "الصوامت والصوائت" فتنماز الحركات من
غيرها من الاصوات بالخواص الاتية
1- مرور الهواء من الفم حرا طليقا في اثناء النطق بها دون
عائق او مانع يقطعه او ينحو به نحو منافذ اخرى كجانبي الفم او الانف او دون تضييق
لمجراه فيحدث احتكاكا مسموعا وتختلف الحركات نفسها في هذه الحرية المطلقة فقد لوحظ
ان الحركة "a"
و"الفتحة" هي ذات النصيب الاوفى من هذه الحرية واشار لها ابن جني
2- الحركات غالبا ماتكون مجهورة في كل اللغات وربما يقع
بعضها مهموسا في بعض السياقات في بعض اللغات على مايرى قوم من الدارسين وان كنا لم
نلحظ هذا الهمس للحركات في اللغة العربية
3- الحركات اقوى الاصوات وضوحا في السمع نتيجة للخاصيتين
السابقتين والاولى منهما بوجه خاص وتختلف الحركات فيما بينها في هذهالخاصية فأقوى
الحركات واشدها وضوحا هي الفتحة ثم تقل هذه الدرجة بالتدريج مع بقاء خاصية الوضوح
4- الحركات وظيفيا "لا نطقا فعليا" مقطعية بمعنى
انها اشد مكونات المقطع وضوحا في السمع او انها العنصر الذي يقطع نبضات النفس في
مسيرة نطق المقطع
الحركات
في اللغات المختلفة وان اتفقت فيما بينها في مجموعة من الخواص الاساسية مقارنة
بالصوامت تلفها بعض السمات التي تفرق بينها في الكم والكيف الامر الذي يؤدي الى
صعوبة استيعابها وادائها اداء صحيح وبخاصة عند الانتقال من لغة لاخرى ومن هذه السمات
او الخواص النوعية ما يلي:
1- الحركات قد تأتي مفردة ومزدوجة في بعض اللغات في حين
تخلو لغات اخرى من هذه الخاصية ففي الانجليزية تقع الحركات مركبة لكها في العربية
لا تكون الا مفردة
2- تختلف الحركات في عددها من لغة لاخرى اختلافا كبيرا
3- الحركات اصعب من الصوامت في النطق الى حد ملحوظ
4- بسبب الاختلاف الكبير في الحركات من لغة لاخرى كثيرا ما
يحدث خطأ في نطق حركات اللغات الاجنبية ويصبح هذا الخطأ عامل من عوامل سوء الفهم
5- الخطأ في نطق الحركات اوضح منه واظهر في نطق الاصوات
الصامتة وذلك راجع لطبيعة الحركات فهي اوضح في السمع واقوى اذا قيست بالاصوات
الصامتة
ولهذه
الاسباب وغيرها اعتنى العلماء بالحركات في الدراسات الصوتية عناية كبيرة وذلك
لكثرة المشكلات الصوتية التي تتتعلق بها اذا قيست بالصوامت
الحركات المعيارية
تم
وضع طريقة عامة من شأنها ان تضع حدودا ثابتة ومقاييس معينة تجعل احتمال الخطأ ضيقا
الى اقصى حد ممكن
وصف مختصر للحركات المعيارية الاساسية
الحركات
المعيارية اخذت صفة الدولية في عددهاوطريقة كتابتها وترتيبها كذلك والترتيب
المعترف به دوليا هو ما يلي
يعرف
هذا الرسم بمقياس جونز الذي يعتمد عليه علماء الاصوات في تحديد الحركات وانواعها
وهم يشيرون الى مايحدث في تجويف الحلق والفم ومايتخذه اللسان من اشكال مختلفة عند
النطق بهذه الحركات المختلفة فيقولون : انه عن طريق حركة اللسان يمكن تنويع اثر
الرنين لهذين التجويفين وحركة اللسان تأخذ صورا متعددة وقد اصطلح على تقسيمها الى
اربعة اقسام بعدد نقاط بعدها عن سقف الحنك والى قسمين امامي وخلفي بحسب الجزء
المتحرك من اللسان وعلى هذا ينتج عندنا ثماني حركات هي على النحو التالي:
اربع
امامية يتجه فيه وسط اللسان نحو الطبق الصلب "الغار" واربع خلفية يتجه
فيها مؤخر اللسان نحو الطبق اللين
الفصل السادس : الاصوات البينية وانصاف الحركات
اولا الاصوات البينية او اصوات "لم نر"
إن مفهوم البينية في الدراسات
الصوتية العربية من أكثر المفاهيم الصوتية غموضاً وإشكالاً .
ويرجع ذلك من جهة إلى تعدد دلالاته ومجالات
استعماله وتعدد الصيغ التي يرد فيها باختلاف المجالات ، ومن جهة
أخرى إلى أن بعض دلالاته الهامة موضوع خلاف بين اللسانيين العرب القدامى
والمحدثين.
نتناول
إذن هذا المفهوم متدرجين من الاستعمال الأعمّ والأهم – وهو الدال على
مجموعات صوتية- إلى الاستعمال الأخص، الذي يميّز صوتاً بذاته. ثمّ نختم
بطرح الإشكال المتعلق بمدى قيمة المفهوم من حيث البعد المصطلحي.
لا نعثر
على مفهوم البينية في المقدمة الصوتية المنسوبة إلى الخليل بن أحمد في
معجم " العين" لأنها لا تتضمن من صفات الحروف إلاّ ما اتصل بالمخارج
.(1) لكننا نعثر عليها لأول مرة في كتاب سيبويه في معرض وصفه لحرف
العين .حيث يقول:" وأما العين فبين الرخوة والشديدة. تصل إلى الترديد فيها
لشبهها بالحاء" (2) .
ويوسع
المبرد بعد دائرة البينية موضحاً لمفهوم أكثر فيقول:"وهذه الحروف التي
تعترض بين الرخوة والشديدة هي شديدة في الأصل وإنما يجري فيها النفس لا
ستعانتها بصوت ما جاور من الرخوة ، كالعين التي يستعين المتكلم عند اللفظ
بها بصوت الحاء، والتي يجري فيها الصوت لانحرافها واتصالها بما قد تقدمنا
في ذكره من الحروف، كالنون التي تستعين بصوت الخياشيم لما فيها من الغنة
وكحروف المد واللين التي يجري فيها الصوت للينها. فهذه كلها رسمها الشدة.
فهذا ما ذكرت لك من الاستعانة . ومنها الراء وهي شديدة ولكنها حرف ترجيع،
وإنما يجري فيها الصوت لما فيها من التكرير" (3) ومن خلال هذه الفقرة
الهامة يبدو المبرد متردداً في عدد الحروف البينية لذلك أكتفى بتوضيح
الظاهرة من خلال امثلة أولها ما ذكره سيبويه أي العين وأضاف إليها اللام
الانحرافية والنون ذات الغنة وحروف المد واللين والراء التكريرية . وعبارة
المبرد تدل على أنه يعتبرها شديدة أصلاً ولكنها تستعين بصوت الحروف الرخوة
المجاورة لها. وهو بذلك يدقق ملاحظة سيبويه المتعلقة بالشبه بين العين
والحاء ولكنه يتجاهل"الترديد" الذي يجعل العين تكرر كما تكرر الراء، ولكن
بدون علاج على اللسان.
ولئن لم
يفصل المبرد القول،فإن ملاحظته هامة جداً لأن بعض هذه الحروف فعلاً
شديدة من جهة، رخوة من جهة أخرى، فاللام شديدة في طرف اللسان ،رخوة في
جانبيه، والراء المكررة شديدة غلقاً،رخوة فتحاً لتكرر رفع طرف اللسان وخفضه ،
والنون شديدة في طرف اللسان مثل الدال تماماً ولكنها رخوة من جهة الخياشيم
، وهو ما ينطبق أيضاً على الميم الشفوية التي لم يذكرها المبرد.
فتحليل
خصائص هذه الحروف صوتياً يجعلنا نستنتج معنى أول للبينية وهو أن الحرف البيني حرف
بسيط شديد في موضع، رخو في موضع آخر.
لكن
إضافة المبرد حروف المد واللين يثير إشكالاً مضاعفاً. فالواو والياء صوتان
بينيان بمعنى مختلف، فهما رخوان جداً وليس فيهما شدة إطلاقاً ، فهما وسط بين
الحروف والحركات، ولذلك يعتبران في الصوتيات الحديثة نصفي حرف أو نصفي
حركة، وهما يقومان في العربية بوظيفة الحرف إذا تبعتهما حركة مهما كان
جرسها، ويكونان وسطاً إذا سبقا بحركة من جنسهما . فالبينية هنا لا يمكن أن
يكون لها معنى بين الشدة والرخاوة كما يفهم من كلام المبرد وإنما يجب أن
تدل على صوت بين الحرف والحركة، وهو معنى آخر . أما الألف فلا يصح عليها
ما سبق ذكره لأنها لا تكون إلاّ حركة أي فتحة طويلة.
ومع ابن
جني نجد تحديداً أدق لا للمفهوم و إنما لعدد الحروف البينية إذ يقول في
سر صناعة الإعراب :" والحروف التي بين الشديدة والرخوة ثمانية يروعنّا"
، وإن شئت قلت:"لم يروعنا" وإن شئت قلت:" لم يرعونا " (4) وقد عرّف
ابن جني الشدة والرخاوة ، ولكنه لم يعرّف ما بينهما. ويبدو أن ابن جني قد
جمع بذلك ما تراكم عند سابقيه في هذه المسألة بالذات دون إضافة مفهومية
أو نظرية عدا مزيد التوضيح والترتيب وضبط القائمة .
وقد
استقر هذا العدد لدى جلّ اللاحقين من مؤلفي أمهات كتب النحو واللغة. فالزمخشري
يستعمل نفس التسمية "بين الشديدة والرخوة " ويجمعها كذلك تسهيلاً
للحفظ في "قولك لم يَرُعُنا أو لم يَرعَونا " (5) .
أما
شارحه ابن يعيش فإنه قد اكتفى في شرحه بنقل كلام المبرد حرفياً دون إضافة تذكر(6)
.
بيد
أننا نجد لدى بعض المجوّدين وقرّاء القرآن المتأخرين من يحصر البينية في خمسة
حروف وذلك بإخراج حروف المد واللين الثلاثة ويسمّون ذلك التوسطي أن يكون
الحرف بين" الشدة الكاملة" و "الرخاوة الكاملة" اللتين هما
"صفتان متضادتان" (7) ويبدو عزل حروف المد
واللين عن البقية ضرباً من الرجوع إلى موقف الخليل، الدال
على وعي بخصوصية هذه المجموعة وخروجها عما تشترك فيه سائر
الحروف وهو وضوح المخرج الذي يجعل منها حروفاً بأتمّ معنى الكلمة، لكنه
وعي لم يبلغ درجة فهم كنهها وسبب تميّزها ولا سيما فيما يتعلق بالألف .
ولئن
كنا نجد إشارات عديدة مفرقة في ثنايا كتب التراث تدل على جهد واضح وسعي
للنفاذ إلى هذه الأصوات فإن خير من وفق نسبياً في ذلك هو ابن سيناء في
رسالته في الحروف. فبعد أن ميّز بين الواو الصامتة والواو المصوتة وأختها
الضمة وبين الياء الصامتة وأختها الفتحة. وفي هذا شعور واضح دقيق بأن
الألف لا تكون حرفاً، ولذلك لم يعدّها ضمن الحروف خلافاً لأيمة النحو القدامى.
ورغم
ذلك لم يُخف ابن تردده وحيرته إزاء هذا الإشكال ، وكأنه ليس واثقاً من
النتيجةالتي وصل إليها فختم وصفه بملحوظة طريفة:" ثم أمر هذه الثلاثة على
مشكل . ولكني أعلم يقيناً أن الألف الممدودة المصوتة تقع ضعف أو أضعاف زمان
الفتحة ، وإن الفتحة تقع في أصغر الأزمنة التي يصح فيها الانتقال من حرف إلى
حرف ، وكذلك نسبة الواو المصوتة إلى الضمة والياء المصوتة إلى الكسرة"
(8) وقد وفق ابن سيناء في بيان العلاقة المنطقية والعلاقة الزمنية بين الحركات
الطويلة والقصيرة من حيث المدى، وبقي الإشكال قائماً في ذهنه فيما
يتعلق بالقيمة الحرفية لهذه الأصوات .
ونلاحظ
أن المحدثين من اللسانيين العرب، قد ردّدوا في الغالب ما جاء عند القدامى
. بيد أن البعض منهم قد تصرف باستلهام الصوتيات الحديثة ونتائج التحاليل
المخبرية. فإبراهيم أنيس مثلاً قد أشار إلى بينية القدامى في معرض
حديثه عن مجموعة رباعية هي اللام والنون والميم والراء التي هي" ليست انفجارية
ولا احتكاكية" ووصفها بأنها " مائعة liquid
" أسوة بالأصواتيين الغربيين.
وقد لاحظ أن الأصوات المتوسطة عند العرب ثمانية. ولم يناقش القضية
وإنما اكتفى بالتعليق على حرف العين بقوله " ولقلة التجارب الحديثة التي
أجريت على أصوات الحلق لا نستطيع أن نرجح صحة هذه الصفة للعين بل نتركها
لتجارب المستقبل لتبرهن عليها "(9) .
ونجد
نفس الموقف تقريباً عند كمال محمد بشر الذي قال عن العين " والحق أن تكوين
العين فيه غموض لم يتضح لنا بعد... ولعل هذا ما دعا علماء العربية إلى
عدها واحداً من تلك الأصوات التي سمّوها الأصوات المتوسطة"(10) ولم يذكر من
آراء القدامى إلاّ الرأي قائلاً " وهذا في نظرنا تقدير غير دقيق، إلاّ
إذا قصد بها أنها ليست انفجارية و لا احتكاكية، وإنما هي من نوع مستقل"(11)
.
ويختلف
عن جميع هذه المواقف قديمها وحديثها، موقف المستشرق جان كانتينو الذي
اكتفى بوصف الراء واللام والضاد بالميوعة (liquid )
(12).
والنون
الميم بالغنة (13) والواو والياء بأنهما نصف حرة (14)، ويشر حتى مجرد
الإشارة إلى بينية الشدة والرخاوة وهو الجمع بين الشدة والرخاوة affrication بالنسبة
إلى الحروف المركبة التي تبدأ بصوت رخو . ولم يخص بها من
الحروف النظامية، ذات القيمة الصوتمية (الوظيفية) إلاّ الجيم :" حرف واحد
شديد ذو زائدة رخوة" (15) ولكنه لا ينفي وجود هذه الظاهرة في أصوات أخرى
تكون أبدالاً لهجية تحدث عن "الجمع بين الشدة والرخاوة" (16) وذلك إذا
أتبعت بعض الحروف الشفوية بواو أو إذا وقع "تليين" بعض الحروف الأسنانية
أو الأدنى حنكية بزيادة الياء فيها (17) ويرى كانتينو أن هذه الجيم
الشديدة ذات الزائدة الرخوة هي التي تنطق (د ج) وهي التي نسمعها اليوم
في القراءات القرآنية وفي عديد اللهجات العربية.
وإذا
كان كانتينو قد توصل إلى هذا الاستنتاج بالرجوع إلى الأصل السامي وتتبع
تطور هذا الصوت في اللغات السامية وفي اللهجات العربية القديمة والحديثة،
فإننا نجد في كتب التراث نصاً واحداً دقيقاً يمكن أن نصل منه إلى نفس
الاستنتاج وهو وصف ابن سيناء للجيم إذيقول:"وأما الجيم فيحدث من حبس
بطرف اللسان تام وبتقريب الجزء المقدم من اللسان من سطح الحنك المختلف الأجزاء
في النتوء والانخفاض مع سعة في ذات اليمين واليسار وإعداد رطوبة حتى إذا
أطلق نفذ الهواء في ذلك المضيق نفوذاً يصفر لضيق المسلك إلاّ أنه يتشذّب
لاستعراضه ويتمم صفيره خلل الأسنان . وتنقص من صفيره وتردّه إلى الفرقعة
الرطوبة المندفعة فيما بين ذلك متفقعة ثم إلاّ أنها لا يمتد بها التفقع
إلى بعيد و لا تتسع ، بل تفقعها في المكان الذي أطلق فيه الحبس "
(18). ثم يقارن بينا الجيم والشين فيقول:" وأما الشين فهي
حادثة حيث يحدث الجيم بعينه ولكن بلا حبس البتة، فكأن الشين
جيم لم يحبس وكأن الجيم شين ابتدأت بحبس ثم
اطلقت" (19) ن.م .
مثل هذا
الوصف لا يمكن أن ينطبق الأعلى الصوت المركب (د ج) باعتبار صفة الجهر
التي لولاها لا تنطبق الوصف على (تش) وباعتبار صف الشدة في ابتدائه، التي
ينتهي بها ولولاها لا نطبق الوصف على الجيم والقاهرية .
ويتبين
لنا مما سبق رغم الغموض والتناقض المسجلين في المراجع المعتمدة أن البينية
تدل على عدة معاني حسب طبيعة الحروف التي توصف بها، فهي تدلّ على :
- التوسط
بين الحرف والحركة بالنسبة إلى حرفي العلة (الواو والياء) .
- التوسط
بين الشدة والرخاوة بالنسبة إلى بعض الحروف الدعكية مثل العين (20)
.
- الجمع
بين الشدة والرخاوة في بعض الحروف البسيطة
التي تكون شديدة في موضع رخوة في موضع آخر مثل اللام والراء والنون والميم .
ونجد
مفهوم البينية بالإضافة إلى كل ما سبق ، في سياق آخر لا يهمّ الحروف الأصول
(أي الصواتم) وإنما ما سماه العرب قديماً الحروف الفروع وهي ضرب من البدائل
اللهجية أو التعاملية أو الناتجة عن تداخل الألسن .
وقد
ميّزت كتب التراث بين ضربين منها، ضرب عُدّ مستحسناً ويضم ستة حروف " يؤخذ
بها في القرآن العزيز وفصيح الكلام" (21) وهي النون الخفيفة أو الخفية
وألف الإمالة وألف التفخيم والشين التي كالجيم أو الحرف المعترض بين
الشين والجيم حسب المبرد والصاد التي كالزاي أو الحرف المعترض بين الزاي
والصاد حسب المبرد(22) والهمزة المخففة أو بين بين .
والضرب
الثاني عُدّ مستهجناً أو مسترذلاً ويضم ثمانية حروف "غير مأخوذ بها في
القرآن العزيز ولا في كلام فصيح" (23) وهي الكاف التي كالجيم والجيم التي
كالكاف والجيم التي كالشين والضاد الضعيفة والصاد التي كالسين والطاء التي
كالتاء والظاء التي كالثاء والباء التي كالفاء.
ونجد في
بعض كتب التراث حروفاً أخرى تضاف إلى الثمانية ومنها: القاف التي بين
القاف والكاف والجيم التي كالزاي والشين التي كالزاي والياء التي كالواو
التي كالياء. ولعل إضافتها ترجع إلى انتشار نطقها في فترة متأخرة نسبياً
قد تكون ابتداء من القرن الخامس للهجرة .(24)
وإن ما
يلفت الانتباه في تسمية هذه الحروف هو أن كاف التشبيه قد وردت في هذا
السياق بمعنى البينية ، أي أن الحرف الفرعي هو حرف وسط بين حرفين، وللاختصار
نكتفي بتحليل عينة من هذه الحروف استعملت في وصفها كلمة بين حتى نبتيّن
منهجياً دلالة البينية فيها:
• الحرف
الفرعي المستحسن الذي بين الشين والجيم :
إذا
قارنا صفات الشين والجيم وهي :
ش: أدنى
حنكي + مهموس + رخو .
ج: حنكي + مجهور +
شديد ( حسب النحاة القدامى) شديد رخو (حسب كانتينو وكما يفهم من
كلام ابن سيناء)
فإن
الحرف البديل الذي بينهما يبقى مخرجة حنكياً أقرب إلى أدنى الحنك: وهو مجهور
فهو إذن لا يمكن أن يأخذ من الشين إلاّ رخاوتها: وهذا الوصف ينطبق على
الجيم التونسية التي تقابل الشين مقابلة تامة إذ لا تختلف عنها إلاّ بالجهر،
وهي بديل لهجي منذ القديم فيما نعتقد، فضلاً عن أنها بديل تعاملي.
• الحرف
الفرعي المستحسن الذي بين الزاي والصاد:
ز:
مغارزي + رخو + مجهور+ ¢
ص:
مغارزي + رخو + مهموس + مفخم
هذان
الصوتان يشتركان في المخرج والرخاوة ويختلفان تقابلياً في الجهر والهمس،
وإيجاباً وسلباً في التفخيم . فالصوت الذي بينهما لا يمكن أن يكون إلاّ
الزاي المفخمة لن حذف التفخيم يقلب الصاد سيناً .
• الحرف
الفرعي المستهجن الذي بين الجيم والكاف :
كــ:
حنكي + شديد + مهموس .
إذا
قارنا بخصائص الجيم على اختلافها كما رأينا أعلاه ، تبين لنا أن الصوت المقصود
هو الجيم القاهرية التي لا تختلف عن الكاف إلاّ بالجهر وتنطق كما تنطق
القاف البدوية في كثير من اللهجات العربية الحديثة .
• الحرف
الفرعي الذي بين القاف والكاف:
هذا
الصوت أعقد ، فمخرجه لهوي عند الخليل ، أقصى حنكي عند غيره. واللهاة هي
المنطقة الفاصلة بين الحنك الصلب والحلق ولذلك تسمى أيضاً الحنك الرخو. وإذا
كان يوجد إجماع على أن القاف شديد، فإن " ا لأمر يختلف فيما يخص الجهر
والهمس. فجميع النحاة القدامى بدءا بسيبويه، اعتبروا القاف مجهورة بينما
نجدها اليوم في النطق الفصيح وفي القراءات القرآنية مهموسة، وقد وصف لنا ابن
خلدون هذا الإشكال في عصره وصفاً دقيقاً هاماً جداً. فهو يصف مخرج قاف"
الجيل العربي" حيث كانوا من الأقطار " بقوله :" يجيئون بها متوسطة بين
الكاف والقاف " (25) .
وعندما
نقارن خصائص الحرفين كما وصفا قديماً ، نستنتج أن الحرف الذي بينهما
يمكن أن يكون إما أقصى حنكياً، شديداً مجهوراً وهو النطق البدوي اليوم(
في تونس مثلاً) وهو مماثل تماماً للجيم القاهرية، وإما لهوياً شديداً
مهموساً، وهو القاف التي تعتبر اليوم فصيحة . وقد عبّر ابن خلدون عن هذه
الحيرة بقوله: " وهذه اللغة لم يبتدعها هذا الجيل بل هي متوارثة فيهم
متعاقبة ولم أدر من أين جاء هذا ، فإن أهل الأمصار أيضاً لم يستحدثوها
وإنما تناقلوها من لدن سلفهم وكان أكثرهم من مضرة" (26) .
وإذا
كان النطق الحضري هو الذي يعتبر الأفصح بعد
أن كان
العكس في الماضي، فلأن جل قراء القرآن والمثقفين من الحواضر ، ولا نستبعد
أن يكون نطق القاف همزة كما في حواضر مصر مثلاً، امتداداً لنطق قديم
كذلك إذا أخذنا بعين الاعتبار القلقلة التي تميّز ألقاب أكثر من سائر الحروف،
وهي مهموسة، فقد تكون القلقلة سبباً من
سبباً
من أسباب انهماس القاف شيئاً فشيئاً ولا سيما في القراءات القرآنية التي تحافظ
أكثر من غيرها على القلقلة .
• ونختم
هذه العينة من الأصوات البينية بالهمزة المخففة أو همزة بين بين:
ومعنى
"بين بين" عند القدامى " بين الهمزة والحرف الذي منه حركتها، فإذا كانت
مفتوحة تجعلها بين الهمزة والألف وإذا كانت مضمومة بين الهمزة والواو وإذا
كانت مكسورة بين الياء الهمزة " (27).
وهذا
الضرب من التخفيف من خصائص لهجات الحجاز في مقابل التحقيق الذي هو من خصائص
لهجات نجد. وهذه نماذج من الجوار الصوتي الذي تخفف فيه الهمزة كما ذكره
كبار النحاة القدامى ، وهو تخفيف لا يظهر " إلاّ بالمشافهة"(28) أي لا يبين
عادة في الخط في المتصل والمنفصل :
- ساءَل،
تساؤُل، قائل .
- سأَل،
لَؤُم، سئِم، سَئُلَ، قرأ، قالَ أَحمد .
- مآل،
رئاسة، رُؤوس، عبدُ أخيك، يستهزئُون .
- رأس،
بئر، سؤل.
ويعتبر
القدامى أن همزة بين بين " همزة في النية "(29) و لا يمكن تخفيفها كذلك
إلاّ إذا تبعتها حركة كما يعتبرون أن بينيتها تعني نطقها كالحرف الذي منه
حركتها" مع بقية من آثار الهمزة ليكون ذلك دليلاً على أن أصله الهمزة ويكون
فيه جمع بين الأمرين "(30) .
والجدير
بالملاحظة أن بينية هذه لهمزة من أهم أسباب تعقد رسم الهمزة الذي يمثل
محاولة لجعل الرسم يقترب من النطق. ولكن كثيراً ما تختلط هذه الهمزة البينية
ببعض حالات التخفيف الناتجة عن حذف الهمزة أو إدغامها . ولذلك نحتاج
إلى مقياس الكمية المقطعية لتمييز حالة البينية التي يجب أن لا تتغير
فيها الكمية المقطعية، بحالات التخفيف الأخرى التي ينجز عنها في أغلب
الأحيان تغيير في الكمية المقطعية أو على الأقل في نوعية المقاطع :
فالبينية
في سَأل أو سُئِل أو لُؤُم أو سئِم أو وِئام أو سُؤال ، إلخ . هي بينية حقيقية
لأنها
لا تغيّر شيئاً في البنية المقطعية.
أما في
رَأس أو بئر أو سُؤال فالكمية المقطعية لا تتغير وإنما تدغم الهمزة في
الحركة السابقة فتطيلها ويتحول المقطع الأول من الانغلاق إلى الانفتاح مع بقاء
الطول.
أما في
يَسأَل _______ يَسل ، فإن الهمزة بحذف تماماً.
الخلاصة
أن مفهوم البينية في الصوتيات العربية معقد غاض، له جملة من الدلالات
تتأرجح بين التوسط والجمع في وصف بعض الحروف الأصول (أو الصواتم) وجملة
أخرى من الدلالات محورها التوسط بين حرفين وذلك بمج خصائصها من هذا وبعض
الخصائص مزجاً يفرز صوتاً تأليفياً بديلاً يأخذ بعض الخصائص من هذا وبعض
الخصائص من ذاك بغض الطرف عن استحسانه أو استهجانه من منظور صفوي.
ويمكننا
في الختام أن نجيب عن السؤال المطروح بدءاً في خصوص قيمة المفهوم من حيث البعد
المصطلحي .
إن تعدد
دلالات البينية كما رأينا وانطباقها على أوضاع صوتية عديدة لا يمنع من
وجود ما يوحّد بينها. فالتوسط والجمع والتأليف التي تدلّ عليها بحسب
مقتضى الحال إنما ترجع في نهاية المطاف إلى شكل من أشكال التوسط بين طرفين
لأن في الجمع أو التأليف بين طرفين أخذاً من هذا ومن ذلك بنسب متفاوتة
بالضرورة . فالوسطيّة هنا مساحة انتشار بين طرفين أكثر مما هي نقطة
وسط بين طرفين بالمفهوم الهندسي للكلمة.
لذلك
فإن المفهوم يبقى صالحاً بالمعنى اللغوي للكلمة لما فيه من اقتصاد يسمح
بتحديد معالم الدلالة بفضل السياق أي الظاهرة الصوتية المدروسة (مخرج أو درجة
انفتاح أو توزيع لمجموع صفات الحروف المعنية) .
أما من
حيث القيمة المصطلحية فإن صفة البينية وحدها لا يمكن أن تشمل جيمع الحالات التي
اقترح أن نطلق عليها التسميات التالية:
1) الأصوات
البينية : هي الأصوات التي بينا لحروف والحركات والتي يسميها العرب
قديماً حروف علّة وتسميها الصوتيات الحديثة أنصاف حروف أو أنصاف حركات .
2) الحروف
البينية:هي الحروف البدائل لبعض الصواتم الحرفية وهي التي سماها العرب قديماً
الحروف الفروع المستحسنة والمستهجنة جميعاً.
3) الحركات
البينية : هي الحركات البدائل لبعض الصواتم الحركية وهي التي أطلق
عليها العرب بعض الصفات مثل الإمالة والتفخيم والإشمام والروم .
4) الهمزة
البينية: وهي الهمزة المخفّفة التي لا ينجرّ عن تخفيفها تغيير مقطعي كمّاً وكيفاً .
وبذلك
يغطي متصوّر البينية أربعة مصطلحات مختلفة تشترك في شكل من أشكال التوسط
أو الجمع أو التأليف . ويمكّننا هذا التدقيق من تجاوز اللبس أو الاضطراب
والفوضى التي نلاحظها في هذا المجال في الدراسات الصوتية العربية القديمة
والحديثة .
ثانيا : أنصاف
الحركات :
تعتبر
أنصاف الحركات نوعاً مستقلاً في النظام الصوتي للعربية لما في طبيعة النطق بها من
إختلاف
واضح عن
النطق بالحركات الخالصة من جهة ، والصوامت من جهة أخرى .
ولما
كانت الشروط التي يتحدد بها نسق توالي الأصوات في العربية لا تأخذ في اعتبارها إلا
التمييز
بين
الحركة والصامت فقط ؛ فإن الأمر يتطلب إدراج أنصاف الحركات التي تسمى أيضاً أنصاف
الصوامت
في واحد من هذين القسمين الرئيسيين .
وعلماء
الأصوات متفقون على أن أنصاف الحركات أقرب من حيث طبيعة النطق بها إلى الحركات
الخالصة
؛ ولكنهم حين ينظرون إلى الخواص الوظيفية لهذه الأصوات يجدونها ألصق بالصوامت ،
ولذلك
فإنهم يعتبرونها من الأصوات التي تسلك مسلك الصوامت .
وهذا
المسلك هو ما يتيح البدء بنطقها خلافاً للحركة ، وهو أيضا ما يوجب تحريكها إذا
توالى بعدها
صامتان
كما في قولنا مثلاً : إقرأ الكتاب أو أ ُكتب . الواو في ( أو )
نصف
حركة متبوعة بصامتين هما الكاف والتاء ، ولذلك لزم تحريكها تلافياً لتوالي ثلاثة
صوامت .
وهي في
هذا المثال أيضا نظير لهمزة القطع في ( إقرأ ) المتبوعة
بصامتين
هما لام التعريف والكاف*
ولكن
هناك حالة نادرة يسلك فيها نصف الحركة مسلك الحركات الخالصة ، فكما يتوالى بعد صوت
المد
أحياناً صامت مضعّف نحو دابّة وضالّة ، كذلك يمكن توالي هذا الصامت المضعّف بعد
نصف
الحركة
كما في نحو دويبّة ( تصغير دابّة ) وأصيمّ (تصغير
أصمّ )،
ومع ذلك
فالثقل واضح في نطق مثل هذه الكلمات ، ولذلك ندر أستخدامها .
الفصل السابع :
صفات الحروف
للحروف
صفاتٍ تتميز بها الحروف المشتَرَكةُ بعضها عن بعض، وهي
سبع عشرة صفة على المشهور، قسم منها له ضد، وقسم
منها لا ضد له.وذوات الضد هي: الجهر وضده الهمس، والشِّدّة
وضدها الرخاوة وما بينهما، والاستعلاءُ وضده الاستفال،
والإطباق وضده الانفتاح، والإذلاق وضده الإصمات؛
وجملتها عشرة.
أما
التي لا ضدّ لها فهي: الصفير، والقلقلة، واللين، والانحراف، والتكرير، والتفشي،
والاستطالة؛ وجملتها سبعة.
1 ـ حروف
الهمس:
الهمس
لغة: الخفاء، وسميت حروفه مهموسة لضعفها وجريان النفس عند النطق بها لضعف الاعتماد
عليها في مخارجها.
وهي
عشرة يجمعها قولك: "فحثّه شخص سكت". وبعض الحروف المهموسة أضعف من بعض،
فالصاد والخاء أقوى من غيرهما.
2 ـ حروف
الجهر:
وهو
لغة: الإعلان، وسميت حروفه مجهورةً لقوتها ومنع النفس أن يجري
معها عند النطق لقوة الاعتماد عليها في مخارجها؛ وهي أقوى من المهموسة،
وبعضها أقوى من بعض. وهي تسعة عشر حرفًا ما عدا حروف الهمس.
3 ـ
الحروف الشديدة:
الشِدّة
لغة: القوة، وسميت شديدة لمنعها الصوت أن يجري معها عند النطق
بها لقوتها في مخارجها. وهي ثمانية أحرف يجمعها قولك: "أجدْ قَطٍ بَكَتْ".
4 ـ
الحروف الرخوة:
الرخاوة
لغة: اللين، وسميت رخوة لجريان الصوت معها وضعف الاعتماد
عليها عند النطق بها فلانت. وهي ما عدا الحروف الشديدة، ولكن حروف
الرخو منها ستة عشر حرفًا، والمتوسط بينه وبين الشديد خمسة يجمعها قولك:
"لِنْ عُمَرْ".
5 ـ حروف
الاستعلاء:
الاستعلاء
لغة: الارتفاع، وسميت حروفه مستعلية لأن اللسان يعلو عند
النطق بها إلى الحنك وهي سبعة أحرف يجمعها قولك: "خُصَّ ضَغطٍ قِظ".
وهي
أقوى الحروف، وأقواها: الصاد والضاد والطاء والظاء، ومن ثَم منعت الإمالة
لاستحقاقها التفخيم المنافي الإمالة.
6 ـ حروف
الاستفال:
الاستفال
لغة: الانخفاض، وسميت حروفه مستفلة لأن اللسان ينخفض بها عن
الحنك عند النطق بها. وهي: اثنان وعشرون حرفًا ما عدا حروف الاستعلاء.
7 ـ حروف
الإطباق:
الإطباق
لغة: الالتصاق، وسمّيت حروفه مطبقة لانطباق طائفة من اللسان
على الحَنَك عند النطق بها، وهي أربعة أحرف: الطاء والظاء والصاد والضاد،
وبعضها أقوى من بعض، فالطاء أقواها في الإطباق، والظاء أضعفها، والصاد
والضاد متوسطتان.
8 ـ حروف
الانفتاح:
الانفتاح
لغة: الافتراق، وسميت حروفه منفتحة لأن اللسان لا ينطبق إلى الحنك عند النطق بها،
وهي ما عدا حروف الإطباق.
9 ـ
الحروف المذلَقة:
الذَّلَق
لغة: الطَّرَفُ، وسميت حروفه مذلقة لخروج بعضها من طرف اللسان
وبعضها من طرف الشفة. وهي ستة يجمعها قولك: "فرَّ مِن لُبّ"، فالفاء
والباء والميم تخرج من طرف الشفة، والراء والنون واللام تخرج من طرف
اللسان.
10ـ الحروف
المصمتة:
الإصمات
من الصمت وهو لغة: المنع. وسميت حروفه مصمتة لأنها منعت من أن
تختص ببناء كلمة أكثر من ثلاثة أحرف، أي أن كل كلمة على أربعة أحرف أو خمسة
لا بد أن يكون فيها مع الحروف المصمتة حرف من الحروف المذلقة.
وهي
اثنان وعشرون حرفًا ما عدا الحروف المذلقة.
11 ـ حروف
الصفير:
وهي
ثلاثة: الزاي والسين والصاد. سميت بذلك لأن الصوت يخرج معها عند
النطق بها بصفير يشبه صفير الطائر. وأقواها الصاد للإطباق والاستعلاء، ثم
الزاي للجهر، ثم السين لهمس فيها.
12ـ حروف
القلقلة:
ويقال
اللقلقة، وهي خمسة أحرف يجمعها قولك: "قطب جد". سميت بذلك لظهور
صوت يشبه النبرة عند سكونها. وهي أميل للكسر في الباء والجيم والدال وهو
المعتمد، والضم في القاف والطاء.
وذلك
الصوت في الوقف عليهن أبين منه في الوصل بهن، ولذلك عند الوقف
سميت قلقلة كبرى، وفي وسط الكلمة صغرى، نحو:{الفلق}، و:{ادخلوا مصر}.
13ـ حرفا
اللين:
وهما
الياء الساكنة التي قبلها فتحة، والواو الساكنة التي قبلها فتحة؛ وقد تقدم الكلام
عليهما.
14 ـ حرفا
الانحراف:
الانحراف
لغة: الميل، وسمي حرفاه منحرفين لأنهما انحرفا عن مخرجهما إلى طرف اللسان، وهما
اللام والراء.
15ـ حرف
التكرير:
وهو
الراء، وسمي بذلك لأنه يتكرر على اللسان عند النطق به. وأظهر ما يكون إذا اشتدّ،
ولا بدّ من إخفاء تكريره.
فائدة:
ينبغي للقارئ إخفاء تكرير الراء، فمتى أظهره فقد حصل من الحرف
المشدّد حروف ومن المخفف حرفان؛ نص على ذلك علماء القراءة كمكي ابن أبي
طالب القيسي وغيره.
16ـ حرف
التفشي:
وهو
الشين، والتفشي لغة: الاتساع، وسمي بذلك لأن الصوت يتفشى وينتشر
في مخرجه عند النطق بها حتى اتصلت بمخرج الظاء. وعد بعضهم حروف التفشي
ثمانية: الميم، والشين، والفاء، والراء، والثاء، والصاد، والسين، والضاد.
17ـ حرف
الاستطالة:
وهو
الضاد المعجمة، والاستطالة لغة: الامتداد، وسميت بذلك لأنها استطالت
عند النطق بها حتى اتصلت بمخرج اللام وذلك لما فيها من القوة بالجهر
والاستعلاء والإطباق.
خاتمة البحث
قدمنا
في هذا البحث مقدمة عن مجالات علم الاصوات والصوت اللغوي وتصنيف الاصوات والصوامت
والحركات والاصوات البينية واشباه الحركات واخيرا صفات الحروف
المراجع
· علم الاصوات اللغوية , د.محمد زعيمة
· علم الاصوات , د. كمال بشر
· دراسات صوتية , د.تغريد السيد
· محاضرات في علم الاصوات , د.صلاح الدين صالح
· دراسات نقدية في اللسانيات العربية المعاصرة – سعد مصلوح
· دراسات لسانية ، مجموعة أعمال مهداة إلى الأستاذ عبد
القادر المهيري
السلام عليكم اريد ان اعرف ماهي الموجة المركبة في علم الاصوات، وشكرا
ردحذف