تلعب الصور الذهنية المسبقة دوراً كبيراً في تشكيل حياتنا وأفكارنا، ونُصدم حين نجد الواقع مختلفاً عن تلك الصور التي سبق أن كونّاها. من أكبر الصدمات التي تعرضت لها في حياتي هي الاعتقاد بأن الحياة في أوروبا متشابهة تماماً مع كل الصور الذهنية التي كونتها على مدار حياتي بأن تلك الحياة وردية بكل معنى الكلمة. وحين أتيت للعيش في أحد البلاد الأوروبية، هولندا، اكتشفت أن هناك صوراً ذهنيةً صحيحةً، وهناك أخرى خطأ. ومن الحكمة أن أترك كل تلك الأفكار المسبقة خلفي وأن أبدأ التجربة كما هي من دون توقعات. على العكس من ذلك تماماً الناس في الريف الهولندي، حيث حدثت لي إحدى أكبر صدماتي، وهي أن الناس كلهم مبتسمون! سبق وقررت مشاركتكم تلك الخبرات رغبةً مني في "ألا يتعرض أحد" لمثل تلك الصدمات، وبدأت ذلك في مقالي السابق إذ تحدثت عن صدماتي في الجهاز الطبي وما رأيته واختبرته، وسوف استكمل اليوم حكاياتي عن موضوع مختلف، ألا وهو الناس. يختلف الأشخاص في الشكل واللون واللغة وغيرها، ومع اختلاف البلدان والأماكن تختلف طباع الأشخاص وعاداتهم وتقاليدهم. الأماكن وطبيعة الحياة فيها تؤثر على ساكنيها، فتختلف الحياة...